يعتبر سجن (مجدو) من أبرز السّجون المركزية التي يتعرض فيها الأسرى لعمليات تعذيب وتنكيل كانت الأصعب إلى جانب سجن النقب الصحراوي، وتحديداً بعد السابع من أكتوبر من العام الـ 2023 المنصرم.
وخرجت عشرات الشهادات من أسرى تحرروا من سجن (مجدو) أكدت تعرض الأسرى لعمليات قمع واسعة من قوات جيش الاحتلال والوحدات الخاصة والتي تعتمد على التعذيب كوسيلة ممنهجة للتعامل مع الأسرى والتأثير على حياتهم ونفسياتهم.
وشكّلت عمليات الضرب المبرّح، وعمليات الاقتحام الوحشية إحدى أبرز ما تضمنته شهادات الأسرى، إلى جانب ظروف الاحتجاز القاسية جدًا، والتي تندرج في إطار عمليات التّعذيب الممنهجة.
بعد السابع من أكتوبر من العام المنصرم أقدم الاحتلال على نقل العديد من الأسرى ومنهم قيادات في الحركة الأسيرة إلى سجن (مجدو)، وتحديدًا إلى قسم العزل بالسجن بعد عمليات تنكيل وتعذيب وضرب مبرح تعرضوا لها، ووضعوا فعليًا في عزل مضاعف، يحرمون فيه من كافة الحقوق ويمنعون من زيارة عائلاتهم، وتجريدهم من أي وسيلة تطلعهم على ما يجري في الخارج فقد تم تجريد جميع الأسرى من (أجهزة التلفاز، والراديو)، والمتاح اليوم هي زيارات محدودة تجريها الطواقم القانونية في ظروف صعبة ومشددة.
وإلى جانب الاعتداءات الوحشية والمروعة في السّجن، فإن إدارة السّجون تواصل نهجها في سياسة التجويع التي أثرت على أوضاعهم الصحيّة، بالإضافة إلى البرد القارس الذي فاقم بشكل كبير من معاناتهم، وما يرافقه من حرمان الأسرى من توفير ملابس وأغطية بشكل كافٍ، عدا عن الاكتظاظ الشديد الذي تشهده الأقسام.
مما يدلل على التعامل الهمجى مع الأسرى فى مجدو ارتقاء ثلاثة شهداء فى السجن خلال آخر ثلاثة شهور من العام الماضى نتيجة لعمليات التّنكيل والتّعذيب والجرائم الطبيّة، وهم الشهيد عمر دراغمة من طوباس، فى أكتوبر 2023، والشهيد عبد الرحمن مرعي من سلفيت، في نوفمبر 2023، بالإضافة إلى الشهيد عبد الرحمن البحش من نابلس، والذي ارتقى في تاريخ الأول من يناير 2024.
إضافة الى ذلك فإن جميع من تعرضوا لإصابات جرّاء عمليات التّعذيب والتّنكيل، لم يتلقوا العلاج، وتعرضوا للإهمال الطبي المتعمد الذى يشكل خطر على حياتهم.