الأسير "العريس" محمد البكري.. إداري يكسر فرحة العمر!
إعلام الأسرى

أيام قليلة تفصله عن زفافه، تحضّر لكل التفاصيل، اشترى بدلة الزفاف ووزع الدعوات على أصدقائه وأحبابه، حضّرت والدته الحلوى وتوزيعات الفرح المنتظر.. ولكن!

كان الشاب محمد عزمي حمودة البكري (٢٧ عاما) سيتوجه مع خطيبته لالتقاط صور تذكارية لهما قبل أسبوع من الزفاف، دخل منزله واستعد لارتداء بدلة العريس، فحاصرت على الفور قوة من مخابرات الاحتلال المنزل في بلدة بيت حنينا شمال غرب القدس.

لحظات قليلة حولت محمد من عريس منتظر إلى أسير حبيس الآليات العسكرية الصهيونية وسط ذهول عائلته التي لم تكد تنه استعدادتها لزفافه والفرح به.

بقي الأمل مصاحبا للعائلة بأن يفرج عنه بعد إنهاء التحقيق معه وقبل موعد الزفاف، ولكن شرطة الاحتلال مددت اعتقاله عدة مرات كانت آخرها يوم الموعد تحديدا.

تقول العائلة لـ مكتب إعلام الأسرى إنها علمت حينها أن الاحتلال تعمد اعتقاله قبيل زفافه للتنغيص على فرحتها وفي محاولة لضرب معنوياتها، فمحمد أسير محرر أمضى ستة أعوام ونصف في السجون الصهيونية وتحرر من آخر اعتقال قبل عامين.

العائلة الصابرة هذه تجرعت مرارة السجن كثيرا، فأحمد شقيقه تحرر قبل أشهر قليلة بعد أن أمضى ثمانية أعوام كاملة داخل الأسر.

في يوم جلسة المحاكمة كانت الصدمة الكبرى، قرر القاضي الجائر إصدار أمر اعتقال إداري بحق محمد لأربعة أشهر قابلة للتجديد فور انتهائها، ليشطب اسم العريس ويتحول إلى أسير.

أخلاق عالية

لا عجب أن يتعرض محمد للاعتقال المتكرر، فالمحتل لا يريد لأمثاله التأثير في المجتمع ولا يريد لأخلاقه الدمثة أن تنتشر بين المقدسيين ولا لروحه الوطنية العالية أن تكون محط اهتمام لأحد.

توضح العائلة أن محمد كان من الناس المعطائين داخل السجون وهو حافظ للقرآن الكريم عن السند،و كان من الأسرى الذين استثمروا وقتهم في حفظ القرآن والأحاديث والخطابة وحصل على شهادات عديدة من عدة جامعات.

وخلال اعتقاله التقى هو وشقيقه الأسير أحمد عدة سنوات في سجن جلبوع، كل من عايشه أحبه، وعاش فترة طويلة يخدم الأسير المقدسي الجريح أيمن الكرد الذي يعاني من الشلل النصفي.

تؤكد العائلة أن القاضي والمحققين وكل هيئة المحكمة كانوا على علم أنه سيتزوج يوم الخميس الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، لكنهم أصروا على تعكير صفو أفراح العائلة.

البكري أيضا من مؤسسي فرق رياضة "الباركور" المقدسية الشهيرة التي تزعج الاحتلال؛ وبطل من أبطالها، ويعلم الأطفال القرآن الكريم ويدربهم على رياضة الباركور.. باختصار وبوصف من عرفه هو شاب رائع في أخلاقه السامية تمكن الاحتلال من التنغيص على أحبابه من خلال هذا القرار الإداري الظالم.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020