لا يمكن أن يمر اسمه على أحد في القدس المحتلة ولا يتذكر له موقفا طيبا، ولا يمكن أن يذكره أحد في المدينة دون الدعوة له بالفرج العاجل والخلاص من القيود الصهيونية الحاقدة.
الناشط رمزي العباسي (36 عاما) واحد من أبرز الشبان الذين عملوا للمدينة وأهلها بطريقة إبداعية، فبرز من خلال نشاطه المستمر للتعريف بالقرى المهجرة عام 1948 وبأركان المسجد الأقصى المبارك وأحياء القدس العريقة وأصالة حجارتها وأزقتها.
هذا النشاط المستمر كان بصمة واضحة للناشط الأسير، فوصل ليله بنهاره لإتمام إبداعه والتعريف بمدينته، وتعب كثيرا خلف الكاميرات لينتج برامج قيّمة تفوق مئات آلاف البرامج الفارغة التي يتم إنتاجها لحرف بوصلة الفلسطينيين عن مدينتهم الأم.
بالطبع، فإن الاحتلال لا يقبل بمثل هذه الجهود، فكل أمواله وقدرته وسلاحه موجه كي ينسى الفلسطينيون القدس ثم يسهل تركها ونسيانها كما يظن، ولكن أمثال رمزي العباسي حريصون على عدم تمرير هذه الفكرة وعلى العمل بشكل دؤوب لترسيخ الأقصى والقدس في عقول الصغار قبل الكبار.
في الثاني من أبريل/ نيسان الماضي وفي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك اعتقلت قوة من شرطة الاحتلال الناشط العباسي بعد إيقافه وهو يقود مركبته، نقلته إلى أحد مراكزها ودققت في بطاقة هويته.
تقول عائلته إن الاحتلال أبلغها باعتقال رمزي في اليوم التالي، حيث تم تمديد اعتقاله لغرض التحقيق معه، وتوالت بعدها جلسات تمديد الاعتقال التي استمرت ثلاثة أشهر وما زالت.
برزت صورة رمزي الأب الحنون حين حاولت طفلته احتضانه وهو مكبل بالقيود يسحبه شرطيان صهيونيان بعيدا عنها، وهي ببراءتها تحاول الاقتراب منه وهما يبعدانه قسرا، كان مشهدا قاسياً لكل من يمتلك ذرة من الإنسانية.
يتساءل المقدسيون ماذا لو كانت الطفلة صهيونية وتُسحب والدها بعيدا عنها؟ كيف سيكون التفاعل عالميا مع هذا المشهد المؤلم؟
في تلك الجلسة تم تمديد اعتقال رمزي مجددا، وكل أمل عائلته الآن أن يفرج عنه ويعود ليحتضن طفلته البريئة.
بصمة واضحة
أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين يقول لـ مكتب إعلام الأسرى بأن العباسي قام بمجهود كبير يوازي جهد مؤسسات بأكملها للتعريف بالقدس وقراها المهجرة ومساجدها وأحيائها وبلداتها.
ويوضح أن العباسي معروف بين المقدسيين بابتسامته الدائمة وسلاسته في التعامل وسهولة الحديث إليه، كما أن لديه دماثة أخلاق كبيرة ومواقف رجولية لا يمكن أن تُنسى.
ويضيف بأن الاحتلال لفق له تهمة الالتقاء بشخصيات تنتمي لتنظيمات معينة علما أنه يعمل بشكل مهني بحت والاقى بشخصيات لها في الباع الإعلامي والتاريخ الفلسطيني، ولكن الاحتلال شيطن الحالة وادعى أن هذه اللقاءات تنظيمية.
تم التحقيق مع العباسي لفترة طويلة في مركز تحقيق المسكوبية، وبعدها تم نقله لسجن نفحة الصحراوي، والآن ينتظر بين عتمة الزنازين وقيود السجان بعيدا عن طفلته وزوجته وعائلته شاكيا لخالقه ظلم الاحتلال.