أكد مكتب إعلام الأسرى أن الاحتلال الإسرائيلي واصل حملات الاعتقال بحق المواطنين في مدينة الخليل، التي تعتبر من أكثر المدن الفلسطينية تعرضًا للاستنزاف البشري بعد مدينة القدس عبر الاعتقالات المستمرة التي يتعرض لها أبناء المدينة، حيث رصد المكتب (430) حالة اعتقال في المدينة خلال النصف الأول من العام الجاري 2023.
وأوضح إعلام الأسرى أن مدينة الخليل تعرضت خلال الشهور الستة الأولى من العام لعشرات عمليات المداهمة والإقتحام وحملات التفتيش والاعتداء على المواطنين بما فيهم النساء والأطفال، دون سند قانوني، كما صادرت قوات الاحتلال خلال عمليات الاعتقال أجهزة اتصال وحواسيب وأموال ومصاغ ذهبية من منازل المواطنين بحجة دعم المنظمات المسلحة.
وفي إجراء تعسفي اعتقلت قوات الاحتلال 7 أشقاء دفعة واحدة وهم "رائد ومحمد وسالم وياسر ويحيى ومحيي وزكريا" أبناء المواطن إسماعيل أبو فنار من سكان يطا جنوب الخليل بعد مداهمة منازلهم.
اعتقال وتهديد القيادات
كما نفذت سلطات الاحتلال خلال الشهور الماضية حملة مداهمات واسعة طالت منازل العشرات من القيادات الوطنية والإسلامية في مدينة الخليل، وأجرت معهم تحقيقا ميدانيا لساعات وهددتهم بالاعتقال والتنكيل إذا شاركوا في أي نشاطات تتعلق بالمقاومة أو التحريض على الاحتلال، ومن بينهم الشيخ عبد الخالق النتشة، والنائب الشيخ محمد جمال النتشة، وأنس رصرص، وفراس أبو شرخ، وعيسى الجعبري، ومحمود شبانة، ومنذر الجعبة ومازن النتشة.
فيما اعتقلت النائب الدكتور عزام سلهب التميمي (67 عاما)، وأبنائه مالك (25 عاما)، وعبد الله (21 عاما)، وحمزة (20 عاما)، بعد مداهمة منزله في مدينة الخليل وتم الإفراج عنهم بعد ساعات من التحقيق.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال القيادي في حماس الأسير المحرر الشيخ رزق الرجوب (63 عاماً)، بعد اقتحام مدينة دورا جنوب الخليل، وذلك بعد أقل من 8 أشهر من الإفراج عنه من سجون الاحتلال، حيث أمضى 19 شهراً في الاعتقال الإداري، وقد أمضى الرجوب أكثر من 28 عامًا في سجون الاحتلال.
اعتقال الأطفال
وبيّن إعلام الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت اعتقال القاصرين ما دون الثامنة عشر، من الخليل بحجج مختلفة، حيث وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين خلال النصف الأول من العام (46) حالة اعتقال من بينهم الطفل أمير محمد البس (13 عامًا) من مخيم العروب شمال الخليل بعد إصابته بالرصاص الحي في القدم على مدخل المخيم، ونقلته إلى مستشفى "تشعاري تصيدك" حيث أجريت له عدة عمليات جراحية في قدمه اليمنى ووضع له براغي نظرا لتهتك العظم في قدمه، وأفرجت عنه بعد اعتقال استمر 10 أيام مقابل غرامة مالية قدرها 2000 شيكل.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الطفل عبد الكريم شاهين، 14 عاما بذريعة إلقاء الحجارة صوب المستوطنين في "تل رميدة"، واعتدت عليه بالضرب المبرح، واعتقلت الطفل عمر عمار الزرو 14 عاما خلال خروجه من مدرسته بالقرب من المسجد الإبراهيمي وهو طالب في الصف التاسع الأساسي.
وكشف إعلام الأسرى أن الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا للتعذيب والتنكيل خلال الاعتقال أو التحقيق معهم، ووجهت لهم تهم إلقاء الحجارة على دوريات الاحتلال، وقد أطلق سراح معظمهم بعد فرض غرامات مالية مختلفة عليهم.
اعتقال النساء
وطالت الاعتقالات من الخليل خلال النصف الأول من العام، 6 سيدات بينهن الطفلة "راما رامي أبو عيشة" 14 عاماً التي اعتقلت على أحد الحواجز العسكرية بالقرب من المسجد الابراهيمي، كما تم اعتقال سيدتين حاولتا منع جنود الاحتلال من اعتقال الطفلة ابوعيشة .
بينما اعتقلت قوات الاحتلال المواطنة أسماء عبد الفتاح السويطي من بلدة بيت عوا، أثناء اقترابها من جدار الفصل العنصري جنوب غرب الخليل، ولا تزال معتقلة حتى الآن، واعتقلت السيدة أحلام عوض (45 عاما) من بلدة بيت أمر شمال الخليل للضغط على نجلها "موسى" لتسليم نفسه، وكذلك اعتقلت الفتاة "سجى عبد الرحمن جابر" من منطقة البقعة شرق الخليل.
قرارات إدارية
وواصلت محاكم الاحتلال خلال النصف الأول من العام اصدار القرارات الادارية بحق أسرى الخليل حيث رصد مكتب إعلام الأسرى إصدار محاكم الاحتلال الصورية (245) قرار إداري بحق أسرى الخليل بينهم (109) أسرى جدد لهم الإداري لفترات مختلفة، بينما (136) أسيرا آخرا أصدرت بحقهم قرارات إدارية للمرة الأولى، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر غالبيتهم من الأسرى المحررين الذين اعتقلوا سابقاً لدى الاحتلال.
ومن بين من صدرت بحقهم قرارات إدارية من الخليل ثلاثة من القاصرين وهم "قاسم حوامدة" 17 عاماً و "جمال عادي" 17 عاماً وبراء صبارنه 17 عاما، لمدة 4 شهور دون تهمة، والشقيقين "أسيد وخليل" نسيم الترتوري من مخيم الفوار جنوب الخليل وصدر بحقهم قرار بالإداري لمدة 4 شهور، بدلا من إطلاق سراحهم عقب انتهاء محكوميتهما الفعلية البالغة 9 شهور .
كما حولت الشقيقين حسن وعلاء أبو دبوس من ترقوميا للاعتقال الإداري لمدة 4 شهور، وجددت الإداري للمرة الرابعة على التوالي للأسير المحرر "ثائر حلاحلة"، كما جددت الاعتقال الإداري بحق الشيخ " ناجح مهدي الجعبري" للمرة الرابعة على التوالي لمدة 4 شهور.