لا يكاد يتحرر لشهور حتى يعاد اعتقاله مرة أخرى حتى وصل مجموع ما أمضاه في سجون الاحتلال ما يزيد عن 25 عاماً بين اعتقال فعلي واعتقال إداري متجدد دون تهمة، حيث يصنفه الاحتلال بأنه خطير على أمنه.
مكتب إعلام الأسرى يسلط الضوء على الشيخ القيادي في حركة حماس، "رزق عبد الله مسلم الرجوب " (65 عامًا)، من دورا جنوب الخليل والذي أعاد الاحتلال اعتقاله فجر اليوم بعد مداهمة منزله بشكل همجي وتحطيم محتوياته بحجة التفتيش، ونقله إلى مركز توقيف عتصيون، وكان أفرج عنه قبل 6 شهور فقط بعد اعتقال إداري دام 20 شهراً.
وأشار إعلام الأسرى إلى أن "الرجوب" يعتبر أحد قيادات الحركة الاسلامية في الخليل، وأحد وجهائها ورجال الإصلاح فيها، وصاحب شخصية قيادية مميزة، واعتقل مرات عديدة لدى الاحتلال ووصل مجموع ما أمضاه داخل السجون أكثر من 25 عاما على فترات متفاوتة، غالبيتها في الاعتقال الإداري.
اعتقل الحاج رزق الرجوب المرة الأولى عام 1996، مع القائد القسامي حسن سلامة، الذي أشرف على تنفيذ عمليات الثأر لاستشهاد المهندس يحيى عياش، والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات من الصهاينة، حيث كان يقود سيارة شحن كان بداخلها حسن سلامة في منطقة بئر الحمص بمدينة الخليل، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات متواصلة، كما اعتقل القائد حسن سلامة من داخل المستشفى الحكومي بعد إصابته برصاص الاحتلال، وحكم عليه 48 مؤبدًا.
أفرج عن الشيخ رزق الرجوب عام 2006، واعيد اعتقاله مرة أخرى عام 2007، وتم تحويله إلى الاعتقال الإداري والذي استمر لأكثر من عامين، وأفرج عنه عام 2009، ولم يمكث خارج السجن سوى عدة أشهر حتى أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 2010 وأمضى عام ونصف.
وأضاف إعلام الأسرى أن قوات الاحتلال واصلت استهداف الشيخ رزق بالملاحقة والاعتقال حيث اعيد اعتقاله لمرة رابعة في عام 2012 وتم عزله في "أوهلي كيدار"، في سجن السبع وحكم عليه بالسجن لمدة 42 شهرا، بحجة تفعيل نشاطه المقاوم في صفوف حماس، في الخليل.
واعيد اعتقاله في يوليو من العام 2014 وصدر بحقه قرار اعتقال إداري ومكث في الإداري عامين ونصف حيث اعتبر في تلك الفترة عميد الأسرى الإداريين، وتحرر في نوفمبر من العام 2016.
في عام 2017 أعاد الاحتلال اعتقال الشيخ الرجوب ولم يمض على إطلاق سراحه من الاعتقال الذي سبقه سوى أسبوع واحد، وفي هذا الاعتقال مارس الاحتلال عليه ضغوط شديدة ليجبره على الموافقة على الإبعاد إلى السودان أو الاعتقال الإداري، الأمر الذي دفعه لخوض إضراب استمر 25 يومًا، إلى أن توصل لاتفاق مع الاحتلال على تحويل ملفه لقضية، وفي حال لم يثبت بحقه شيء، يطلق سراحه، ورفض فكرة الإبعاد.
وبعد مرور عدة شهور نكث الاحتلال بوعده وأصدر قرار اعتقال إداري جديد بحق "الرجوب" لمدة 6 أشهر، الأمر الذي دفعه للعودة مرة أخرى للإضراب، والذي استمر 10 أيام متتالية وعلق إضرابه الثاني بعد تلقي وعد آخر بعدم تجديد الإداري له لمرة ثانية، إلا أن الاحتلال نكث مرة أخرى بوعده، وجدد له الاعتقال الإداري لفترة ثانية ستة أشهر وخشية من تمديده مرة ثالثة قرر الدخول في إضراب جديد للضغط على إدارة السجون لكي لا يدخل تجديدًا ثالثًا، واستمر لمدة أسبوعين .
عاود الاحتلال اعتقال القيادي "الرجوب" لمرة سابعة بتاريخ 9/4/2021، ولم يمض على إطلاق سراحه من الاعتقال الذي سبقه سوى شهرين، وبعد 10 أيام على اعتقاله أصدرت بحقه حكم إداري بالسجن لمدة 6 شهور، وحين قاربت على الانتهاء جددت له للمرة الثانية على التوالي، ثم جددت له لمرة ثالثة ورابعة حتى أمضى 20 شهراً قبل أن يتحرر في نوفمبر من العام 2022، وأعاد الاحتلال اعتقاله اليوم بعد أقل من 6 أشهر على الإفراج عنه.
وبين إعلام الأسرى أن الشيخ الرجوب ونتيجة الاعتقالات المتكررة والمتقاربة وكبر سنه يعاني من ظروف صحية سيئة ويشتكي من آلام حادة في المعدة، والقولون، والمرارة، وكان أجرى عدة عمليات جراحية خلال فترة وجوده خارج الأسر، علاوةً على إصابته بمرض البهاق الناتج عن نقص الميلانين في الدم ويحتاج إلى التواجد في مناخ يلائم جسده بعيدًا عن الرطوبة والحرارة الأمر الذي لا يتوفر في سجون الاحتلال.
أم أحمد زوجة الشيخ الرجوب حملت الاحتلال المسئولية عن حياته وسلامته كونه مصاب بأمراض متعددة وأبدت خشيتها على صحته كونه يعاني من فقر الدم الذي يهدد حياته؛ حيث "تتراجع نسبة الهيموغلوبين في دمه في الكثير من الأحيان لتصل إلى 6، وهذا يحتاج إلى علاج مركز وتغذية مركزة، لا تتوفر في سجون الاحتلال.