يشهر سيف إضرابه للمرة الخامسة بين اعتقالات تجاوزت إحدى عشرة مرة، لا يكل ولا يمل، فقوة الجسد الذي يحمله لا تفوق قوة الإرادة التي يحتمي بها وتصبّره وتصابره.
الأسير الشيخ الأربعيني خضر عدنان اسم ارتبط بمعركة الأمعاء الخاوية، وجابت صورته العالم وهو يصر على ثابتٍ هام وهو الحرية، الحرية المطلقة، ليس فقط أن تكون حرا جسدا بل فكرا وروحا وقلبا، لذلك كانت معركته وما زالت هي الإجابة الشافية لكل تساؤل حول جدوى الإضراب والامتناع عن الطعام لهدف سامٍ.
من جديد..
مثقلةً بأعباء عديدة تصارع السيدة رندة موسى "أم عبد الرحمن" لتقاتل بجانب زوجها للمرة الخامسة منذ عام ٢٠٠٤، فرفضه للاعتقال الإداري كان قرارا هاما أسس لحالة وطنية شعبية لرفض هذا النوع من الاعتقال الذي يتم تجديده كلما انتهت فترته ويبقي الأسير معتقلا دون تهمة ولا محاكمة ولأجل إرضاء المزاج العام للمخابرات الصهيونية، بل يكون كيديا في معظم الأحيان.
وخلال معركتها تواكب رندة احتياجات تسعة أبناء ومخبزاً كان يديره زوجها ولا تستطيع أن تبقيه مغلقا، وماكنة إعلامية تسانده في إضرابه من خلالها وتنتقل بين المحافظات وتحضر جلسات المحاكم وترفع صوره في الوقفات والفعاليات بل وتهتف لحريته وتقوّي أصوات الحاضرين.
خاض الشيخ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خمس إضرابات أولها كان في عام ٢٠٠٤ واستمر لمدة ٢٥ يوما، والثاني في عام ٢٠١٢ واستمر لمدة ٦٧ يوما، والثالث في عام ٢٠١٤ واستمر لمدة ٥٤ يوما والرابع عام ٢٠٢١ واستمر لمدة ٢٥ يوما، وهذا الخامس الحالي الذي يخوضه منذ لحظة اعتقاله من منزله في بلدة عرابة جنوب جنين في الخامس من فبراير الماضي.
هذه الثقة في معركة جديدة رغم ضعف عام للشارع الفلسطيني في مواكبة صرخات الأسرى وتطلعاتهم نحو الحرية؛ تعطي كل القوة في التحمل أمام اعتقال تعسفي، فهذه المرة لا يقاتل الشيخ عدنان الاعتقال الإداري بل فكرة الاعتقال برمتها حيث تجهز له نيابة الاحتلال لائحة اتهام تعتبرها العائلة ملفقة.
الضعف الجسدي
مهما بلغت قوة الإرادة لدى الأسير إلا أن علامات التدهور الصحي لا بد أن تحدث بعد أكثر من شهرين على الإضراب عن الطعام دون مدعمات ودون إجراء فحوصات طبية.
تقول أم عبد الرحمن إن زوجها عانى من الإغماء عدة مرات، وفي إحداها سقط على رأسه وأسفل كتفه وبقي ملقيا على الأرض لفترة من الوقت دون أن يساعده أحد من السجانين رغم وجود آلا مراقبة مزروعة في زنزانته الانفرادية.
الإغماء المتكرر وضعف البصر والسمع وتشنجات متتالية وضغط في الصدر وتقيؤ عصارة صفراء، كلها أعراض تدهور صحي خطير يعاني منه الشيخ في إضرابه دون أن تستجيب إدارة السجون لنداء عائلته بنقله إلى مستشفى مدني، ومع مضايقات مستمرة عليه في زنزانته في سجن الرملة سيء الذكر.
تضيف زوجته:" سجن الرملة يفتقر لأي مقوم للحياة، إهمال متعمد ومعاملة سيئة للأسرى، وفوق ذلك يحرمونه من النوم ويقتحمون زنزانته كل نصف ساعة ويسلطون الضوء الساطع عليه".
العائلة تواصل سعيها لنصرة الشيخ في معركته، ولكنها تطلب المزيد من التضامن والتفاعل، فقلة الدعم الشعبي تعني استفراد السجان في واحد من أبرز مفجري معركة الأمعاء الخاوية رفضا لقهر الاحتلال وظلمه.