أكد مكتب إعلام الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي سياسة الاقتحامات والاعتقالات في مدينة الخليل، حيث رصد ما يزيد عن (69) حالة اعتقال خلال شهر مارس الماضي.
وبين إعلام الأسرى أن قوات الاحتلال نفذت الشهر الماضي عشرات عمليات المداهمة والاقتحام لعدد من البلدات والقرى والمدن في الخليل، واقتحمت المنازل وفتشتها وحطمت محتوياتها بشكل انتقامي، ونصبت حواجز عسكرية على مداخل المدينة من كل الاتجاهات، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها الشخصية، واعاقت مرورهم واعتقلت ما يزيد عن (69) من المواطنين، بينهم 10 قاصرين، وعدد من الأسرى المحررين بينما لم تسجل حالات اعتقال لفتيات خلال مارس.
واعتقلت سلطات الاحتلال ثلاثة شبان من بيت أمر وهم: الشقيقان حبيب (22 عاما) ومحمد رفعت جميل صليبي (22 عاما)، بالإضافة إلى الأسير المحرر راشد بشار عيسى زعاقيق (22 عاما) وادعى جهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك) أنهم اعتقلوا على خلفية تشكيل خلية عسكرية استهدفت مستوطنة "كرمي تسور" المقامة على أراضي بلدتي حلحول وبيت أمر شمالي الخليل بإطلاق نار في يناير الماضي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين "هادي وهاني أبو اسنينة"، عقب الاعتداء عليهما بالضرب المبرح، كذلك اعتقلت الشقيقين "خالد واكرم الفسفوس" من بلدة دورا، واعتقلت الشقيقين "حسن وعلاء مازن أبو دبوس"، من بلدة ترقوميا غرب الخليل.
اعتقال القاصرين
وقال إعلام الأسرى إن سلطات الاحتلال واصلت خلال مارس الماضي استهداف الأطفال القاصرين في الخليل بالاعتقال والتنكيل، حيث رصد المكتب اعتقال 10 أطفال قاصرين بينهم الطفل أمير محمد البس (12 عامًا) من مخيم العروب شمال المدينة والذي اعتقل عند مدخل مخيم العروب، بعد إطلاق النار عليه وإصابته بجراح في قدمه اليمنى، قبل أن تنقله الى مستشفى "تشعاري تصيدك" حيث أجريت له عدة عمليات جراحية في قدمه اليمنى ووضع له براغي نظرا لتهتك العظم في قدمه، وقد مدد اعتقاله أكثر من مرة، قبل أن يقرر الاحتلال الإفراج عنه والاكتفاء بأيام اعتقالهِ العشرة ، مقابل غرامة مالية قدرها 2000 شيكل.
كذلك اعتقل الطفل عبد الكريم شاهين، 14 عام بذريعة إلقاء الحجارة صوب المستوطنين في "تل رميدة"، واعتدي عليه بالضرب قبل أن يتم اقتياده لنقطة عسكرية، والإفراج عنه في وقت لاحق بعد عدة ساعات.
فيما اعتقلت طفلين لا تتجاوز أعمارهما 10 سنوات في المنطقة الجنوبية وسط الخليل بتهمة القاء الحجارة على دورية للاحتلال، واعتدت عليهما بالضرب .
اعتقال المحررين
وكشف إعلام الأسرى أن من بين المعتقلين في الخليل الشهر الماضي العشرات من المحررين الذين أعادت قوات الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى بعد مداهمة منازلهم ومنهم الأسير المحرر أنس شديد من مدينة دورا، والأسير المحرر مازن جرادات من بلدة سعير شرقاً، والمحرر القيادي وحيد حمدي أبو ماريا، وفادي النتشة، ومعين محمد الزهور وأحمد الحروب.
وأشار إلى أن عدد من المحررين الذين تم اعتقالهم قامت محاكم الاحتلال بتحويلهم الى الاعتقال الإداري لفترات مختلفة دون تهمة بحجة وجود ملف سري لهم، بعد صدور توصيات بحقهم من مخابرات الاحتلال، بينهم الأسير المحرر الحاج "نعيم أبو تركي" وصدر بحقه قرار إداري لمدة 6 شهور بعد إعادة اعتقاله.
الاعتقال الإداري
وواصلت محاكم الاحتلال خلال شهر مارس الماضي إصدار القرارات الإدارية بحق أسرى الخليل حيث رصد مكتب إعلام الأسرى إصدار محاكم الاحتلال الصورية (45) قرارا اداريا بحق أسرى من الخليل، بينهم (21) أسرى جدد لهم الإداري لفترات مختلفة، بينما (24) آخرين أصدرت بحقهم قرارات ادارية للمرة الأولى، وغالبيتهم من الأسرى المحررين والشبان الذين اعتقلوا خلال نفس الشهر.
ومن بين الأسرى الذين صدرت بحقهم قرارات ادارية الأسير الشقيقين "حسن وعلاء مازن أبو دبوس"، من بلدة ترقوميا حيق تم تحويلهما للاعتقال الإداري لمدة 4 شهور، والطالب فى جامعة القدس ياسين الحلمان، بينما جددت للمرة الرابعة للأسير ناجح الجعبري، وجددت للأسير رسلان مسالمة للمرة الثانية، كذلك حولت الأسير الفتى جمال محمد عادي (17عاماً) بلدة بيت أمر شمال الخليل للاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر.
وخلافاً للاتفاق الذي جرى مع الاحتلال إثر خوضه اضراب عن الطعام استمر 172 يوماً متتالية، أصدرت محكمة الاحتلال حكماً بالسّجن الفعلي على الأسير خليل عواودة من بلدة إذنا لمدة 16 شهرًا وغرامة مالية بقيمة 5000 شيقل، مع وقف تنفيذ لمدة 8 شهور، على خلفية (اتهامه) بمحاولة إدخال هاتف إلى السّجن
وكان من المفترض أن يُفرج الاحتلال عن الأسير عواودة، في الثاني من أكتوبر 2022، بعد أن خاض إضرابًا عن الطعام استمر لمدة 172 يومًا ضد اعتقاله الإداريّ، إلا أنّ سلطات الاحتلال، وقبل الإفراج عنه بفترة وجيزة، وجهت له "تهمة" حول محاولة إدخال هاتف أثناء نقله من مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيليّ إلى "الرملة"، وأبقت على اعتقاله حتّى اليوم.
الأسرى المرضى
فيما شهدت صحة الأسير أنس كمال مسالمة من مدينة دورا تدهورا كبيراً، بعد ان خضع لعملية جراحية جرى خلالها استئصال كتل من القولون والأمعاء، وينتظر نتائج الخزعة التي جرى أخذها من الكتل لمعرفة طبيعتها، ويتعرض لجريمة الإهمال الطبي، وهو محكوم بالسّجن المؤبد والمعتقل منذ العام 2002،
وبين إعلام الأسرى أن الاحتلال قام الشهر الماضي بتسليم جثمان الأسير الشهيد الأسير أحمد بدر أبوعلى من الخليل والذي كان ارتقى في سجون الاحتلال في العاشر من فبراير الماضي نتيجة جريمة الإهمال الطبي المتعمد، بعد 11 عاماً من اعتقاله، حيث كان يعاني من مشاكل بالقلب وانسداد الشرايين والسكرى والضغط، وأهمل الاحتلال علاجه إلى أن تردى وضعه الصحي وفقد الوعي في قسم (10) بسجن "النقب" الصحراوي ونقل بعد مماطلة لأكثر من نصف ساعة عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى "سوروكا"، قبل أن يعلن عن استشهاده واحتجز الاحتلال جثمانه إلى أن قرر تسليمه الشهر الماضي.