لماذا يخوض الأسرى معركة الحرية أو الشهادة؟!
إعلام الأسرى

مجددا يُشهر الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال سيف الإضراب المفتوح عن الطعام في وجه إدارة السجون الصهيونية، ولكن هذه المرة يرفعون شعار معركتهم "الحرية أو الشهادة".

ممارسات عنصرية متتالية أوصلت الأسرى إلى هذا الخيار الصعب، منها ما هو انتهاكات مباشرة ضدهم في سجونهم اللا إنسانية؛ ومنها ما كان تحريضا معنويا عليهم من مستويات صهيونية مختلفة.

بداية التصعيد

في منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي قامت إدارة السجون بتقليص كميّة المياه التي يستخدمها أسرى سجن نفحة، وتقليص ساعات الاستحمام، وذلك تطبيقا لقرار الوزير المتطرف إيتمار بن غفير بالتضييق على الأسرى.

وعلى إثر ذلك شرع أسرى سجن نفحة تحديدا بتنفيذ خطوات احتجاجية، وتمثلت بإغلاق الأقسام وتعطيل مناحي الحياة وعدم الخروج للفحص الأمني. 

ولكن إدارة السجون الصهيونية واصلت سياساتها بتضييق الخناق على الأسرى وخاصة في سجون (مجدو وجلبوع ونفحة ورامون والنقب) فارضة عقوبات جديدة تمس حياتهم اليومية. 

وتمثلت تلك في سحب "البلاطة" و"الكمكم" وهي أجهزة كهربائية بسيطة تعني الكثير للأسرى ويعتمدون عليها في تحضير وجباتهم المتواضعة، كما تم تقليص فترة الفورة في سجني جلبوع ومجدو، أما في سجون نفحة والنقب ورامون فتمثلت الانتهاكات في خروج الأسرى مقيدين وإغلاق المغاسل ووقف الرياضة التي تعتبر المتنفس الوحيد لهم.

زادت الأوضاع سخونة في السجون عندما طُبقت المزيد من سياسات المتطرف بن غفير تجاه الأسرى؛ حيث تم التغول على الأسيرات والأشبال في سجن الدامون، إضافة إلى فرض سلسلة من الإجراءات العقابية الأخرى على كافة الأسرى.

ومن تلك الممارسات المتعاقبة؛ سحب المخابز من سجون نفحة والنقب ورامون، وتقليص ساعات الاستحمام إلى ساعتين يومياً فقط بمعدل 4 دقائق لكل أسير، وسحب أجهزة التلفازمن غرف الأسرى الجدد في سجني "عوفر ومجدو"، ووقف استقبال الأموال التي يتم إدخالها من الأهالي عبر البريد الصهيوني، ورفع وتيرة التفتيش والعزل بشكل ملحوظ.

قرارات عنصرية

ضمن حربه المسعورة ضد الأسرى صعّد الاحتلال من خطابه العنصري بحقهم، حيث أصدر عدة قرارات ينوي تطبيقها خلال الأسابيع القادمة عليهم تحمل اسم "قرارات لجنة كعتابي" بناء على توصيات الوزير المتطرف بن غفير. 

وتتضمن تلك القرارات إلغاء الاعتراف بالفصائل في السجون، وإلغاء موقع ممثل الأسرى أمام إدارة السجون وتقليص زيارات الأهالي لتصبح مرة واحدة كل شهرين، وتقليص ساعات الخروج إلى الساحة لساعتين يوميا فقط، وتقليص الأموال المسموح إدخالها من قبل الأهالي لكل أسير دون تحديد المبلغ، وسحب أدوات الطبخ من الأقسام، واستقبال الأكل مطبوخا بشكل سيء ورديء من قبل الإدارة.

وعلى ضوء ذلك قررت قيادة الأسرى الشروع في سلسلة من الخطوات الاحتجاجية تبدأ بالعصيان داخل السجون وتنتهي بالإضراب المفتوح عن الطعام  .

ومع شروع الأسرى بالإضراب عن الطعام مع بداية شهر رمضان المبارك تتركز مطالبهم بوقف الهجمة الصهيونية الشرسة التي عملت عليها إدارة سجون الاحتلال بتوصيات من المتطرف"بن غفير"  والتي أنفذها بشكل فعلي داخل السجون .

صرخة من السجن

في خضم هذه المعركة التي اتخذ الأسرى قرارا بخوضها؛ أطلقوا صرخة من سجنهم لدعم خطواتهم الاحتجاجية تحتاج دعم شعبهم وإسناده.

ومن بين الخطوات المطلوبة من المستوى الرسمي والشعبي؛ الحديث مع الوسطاء حول خطورة الأمر وما يحدث بحق الأسرى من جرائم وانتهاكات، وتعزيز العمل ميدانياً وتكثيف التغطية الإعلامية حول قضية الأسرى خاصة مع بدء الإضراب عن الطعام، وحشد كافة المقومات والقوى داخلياً وخارجياً وتفعيلها والتي من شأنها أن تدعم خطوات الأسرى وترجح الكفة لصالحهم.

هذه الصرخة التي أطلقتها أجساد مقيدة وأرواح تتوق للحرية تحتاج من يلبيها، فمأساتهم داخل الأسر لا يمكن تخيلها وسط تحريض مستمر من قيادات المستوطنين الإرهابية.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020