أكد مكتب إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال واصلت حملات الاعتقالات بحق المواطنين من مدينة الخليل، والتي تعتبر من أكثر المدن الفلسطينية التي تتعرض للاستنزاف البشرى من خلال الاعتقالات المستمرة التي يتعرض لها أبناء المدينة، حيث رصد (425) حالة اعتقال من الخليل خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأوضح إعلام الأسرى بأن مدينة الخليل تعرضت خلال الشهور الستة الأولى من العام للعشرات من عمليات المداهمة والإقتحام وحملات التفتيش والاعتداء على المواطنين بما فيهم النساء والاطفال، دون سند قانونى، كما صادرت قوات الاحتلال خلال عمليات الاعتقال أجهزة اتصال وحواسيب ومصادرة اموال ومصاغ ذهبية من منازل المواطنين بحجة دعم الإرهاب.
فيما اعتقل الاحتلال عدد من القيادات الوطنية والإسلامية من المحافظة من بينهم النائبين "خليل ربعي" و "محمد الطل" من الخليل اعتقلا وتم التحقيق معهم لساعات وأفرج عنهم، فيما اقتحمت مخابرات الاحتلال منزل النائب "حاتم قفيشة"، وهددت نجله الأسير المحرر" أنس" بالاعتقال في حال المشاركة بنشاطات استقبال للمحررين.
كذلك طالت الاعتقالات خلال النصف الأول من العام الجاري الشيخ ماهر برقان من منزله بالمنطقة الجنوبية من الخليل، والقيادي في حماس الشيخ "خضر الحروب" من بلدة دورا، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي " خليل الخاروف" من بلدة إذنا، كما اعتقلت القيادي في حماس الشيخ "اسماعيل النطاح" بعد مداهمة منزله في بلدة إذنا.
كذلك اعتقلت الشيخ إسماعيل الحروب، كما اعتقلت عائلات بأكملها من بينهم الأشقاء الثلاثة خضر وعيسى ويوسف "محمد الحروب" من بلدة دير سامت جنوب الخليل بعد مداهمه منازلهم، و المواطن احسان بنات ونجله آدم، والمواطن "محمد طافش" ونجله "حسام"، و"محمد زماعره" ونجليه" بدر"، و"عزالدين"، و اعتقلت "عماد حسن الراعي" (47 عاما) ونجليه الفتيين قتيبة (16 عاما) وعبيدة (17 عاما) والمواطن "هشام طافش" ونجله "محمد" من مخيم العروب، واعتقلت من مخيم الفوار "عبد الكريم حسن الطيطي"(50 عاما) ونجله "محمد" (19عاما) ، بينما استدعت رئيس بلدية بيت أمر شمال الخليل نصري عبيد صبارنة (60 عاما) للتحقيق.
اعتقال الأطفال
وبين إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال واصلت اعتقال القاصرين ما دون الثامنة عشر من أعمارهم من الخليل بحجج مختلفة، حيث وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين خلال النصف الأول من العام (65) حالة اعتقال من بينهم أطفال لم تتجاوز اعمارهم 12 عام، من بينهم طفلين في عمر 9 سنوات و11 سنة قرب المسجد الإبراهيمي، وتم توقيفهما لساعات قبل إطلاق سراحهما، واعتقلت الطفل يوسف خضر الطيطي (١١) عام خلال مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في مخيم العروب شمالاً.
كما اعتقلت الطفلين الشقيقين يامن وتامر "حسام ابو عيشة " (13 و14عاماً)، من حي جبل ابو رمان، والطالب في المدرسة الأساسية في المنطقة الجنوبية من الخليل يزن أبو رميلة (١٣ عاماً) خلال خروجه من المدرسة واعتدت عليه بالضرب قبل ان تنقله الى التحقيق في عتصيون، والطفل عبد الرحمن نسيم زعاقيق 14 عاماً.
كذلك اعتقلت الطفل الجريح عبد الرحمن يوسف الدرويش، 17 عام، بعد إطلاق النار على جنوب دورا، وتم نقله إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، ووصلت حالته بالمتوسطة.
وكشف إعلام الأسرى ان الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا للتعذيب والتنكيل خلال الاعتقال أو التحقيق معهم، ووجهت لهم تهم القاء الحجارة على دوريات الاحتلال، وقد أطلق سراح معظمهم بعد فرض غرامات مالية مختلفة عليهم.
أحكام بالمؤبد
وأشار الى ان إعلام الأسرى محكمة عوفر العسكرية أصدرت حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة خلال الشهور الماضية بحق الأسير أحمد عارف عصافرة من بيت كاحل غرب الخليل، وغرامة مالية بقيمة مليون ونصف شيكل بتهمة تزعم الخلية التي قتلت جنديا اسرائيلياً عام ٢٠١٩ قرب مستوطنة "افرات" المقامة على أراضي جنوب بيت لحم، مما رفع اعداد الاسرى المحكومين بالمؤبد الى (551) اسيراً.
وكانت قوات الاحتلال كانت اعتقلت " احمد عصافره " إضافة الى شقيقه "قاسم عصافره" ، و ابن عمه "نصير عصافرة" في بداية شهر أغسطس من العام 2019، ووجهت لهم تهمه قتل الجندي "دفير سوريك" عند مستوطنة مجدال عوز بالسكين وأقدمت على هدم منازلهم، وكانت أصدرت بحق الأسيرين " قاسم ، ونصير" احكاماً بالسجن المؤبد قبل 8 اشهر، إضافة الى غرامة مالية بقيمة مليون ونصف المليون شيقل.
إضراب عواوده
وكشف إعلام الأسرى انه خلال النصف الأول من العام الجاري خاض أسير من الخليل اضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله الإداري وهو الأسير خليل محمد خليل عواودة (40 عاما) من قرية إذنا غرب الخليل، حيث أعلن في الثالث من مارس الماضي الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، واستمر الاحتلال في تجاهل مطالب "عواوده" رغم تردي وضعه الصحي الى حد الخطورة القصوى، وخاصة انه كان يمتنع عن تناول الملح والمُدعِمات مما عرض حياته للخطر، حيث عاني من تقيؤ شديد وعدم قدرة على الحركة و يتنقل بكرسي متحرك، يعاني آلام في كل أنحاء جسده وخاصة الكلى، و ضعف في النظر وآلام في الرأس ودوخة مستمرة وعدم وضوح في الرؤية .
وبعد 111 يوماً علق الأسير إضرابه إثر وعود من إدارة السجون بإنهاء اعتقاله الإداري، الا ان الاحتلال نكث بوعده وبعد عدة أيام وبشكل مفاجئ جدد له الإداري لمرة إضافية لمدة 4 شهور، الأمر الذي دفعه الى العودة الى الإضراب مرة أخرى.
والأسير خليل عواودة معتقل منذ 27 ديسمبر 2021، وتم اصدار قرار اعتقال إداري بحقه وتم التجديد له لمرة ثانية مما دفعه لخوض الإضراب الذي لا يزال مستمراً، علمًا بأنّه سبق واعتقل 4 مرات على خلفية انتمائه وعضويته ونشاطاته في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومقاومة الاحتلال. وهو متزوج وأب لأربع بنات.
قرارات إدارية
وواصلت محاكم الاحتلال خلال النصف الأول من العام اصدار القرارات الادارية بحق أسرى الخليل حيث رصد مكتب إعلام الأسرى إصدار محاكم الاحتلال الصورية (235) قرار إداري بحق أسرى الخليل بينهم (103) أسرى جدد لهم الإداري لفترات مختلفة، بينما (132) أسرى آخرين أصدرت بحقهم قرارات إدارية للمرة الاولى، تراوحت ما بين شهرين الى ستة أشهر غالبيتهم من الأسرى المحررين الذين اعتقلوا سابقاً لدى الاحتلال.
ومن بين من صدرت بحقهم قرارات إدارية نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وقيادات وطنية وأسرى محررين أعيد اعتقالهم أبرزهم القيادي في حركة حماس الشيخ الاسير "عبد الخالق حسن النتشة " (62 عاماً) من حي جبل الرحمة بمدينة الخليل حيث جددت له للمرة الخامسة على التوالي لمدة 4 شهور اضافية، كذلك جددت الاعتقال الإداري بحق القيادي في حركة حماس الشيخ "رزق الرجوب" من دورا جنوب الخليل لمدة أربعة أشهر جديدة قبل يوم واحد من موعد الافراج عنه.