أكد مكتب إعلام الأسرى 17 أبريل 2022 في ذكرى اليوم الأسير الفلسطيني، أن الاحتلال لا يزال يحتجز 8 جثامين لشهداء الحركة الأسيرة.
واعتبر إعلام الأسرى استمرار الاحتلال في احتجاز الجثامين وعدم تسليمها لذويهم أكبر جريمة أخلاقية وقانونية وإنسانية يرتكبها الاحتلال تحت سمع وبصر العالم الذي يدعي الحضارة والحرص على حقوق الانسان، حيث يصنف الاحتلال بأنه الكيان الوحيد في العالم الذي يمارس هذه الجريمة ويشرع لها عبر قانون خاص يجيز احتجاز جثامين الشهداءالفلسطينيين بهدف الانتقام منهم ومعاقبتهم بعد موتهم .
وأوضح إعلام الأسرى أن أقدم الشهداء هو الأسير الشهيد "انيس محمود دولة " من سكان قلقيلية مواليد العام 1944، وكان اعتقل عام 1968، وصدر بحقه حكما بالسجن المؤبد، واستشهد في أغسطس 1980 خلال إضراب مفتوح عن الطعام بسجن عسقلان، وحتى الان لم يعرف مصير أو مكان جثمانه، منذ 40 عاما.
والأسير "عزيز عويسات" 53 عاما من من جبل المكبر بالقدس، استشهد في مايو 2018، بعد أن تعرض لاعتداء همجي في سجن إيشل على يد الوحدات الخاصة مما أدى لإصابته بتهتك في الرئتين ونزيف داخلي، وتم نقله الى مستشفى الرملة، وبعد أسبوع أصيب بجلطة قلبية حادة، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه، الى ان استشهد بعد اعتقال استمر 4 أعوام وكان محكوماً بالسجن الفعلي لمدة 30 عاما، ولا يزال جثمانه محتجزاً .
وكانت المحكمة العليا للاحتلال قد قررت قبل يومين عدم تسليم جثمان الشهيد الأسير عويسات بالقدس رداً على التمسا من مؤسسات حقوقية لتسليم جثمانه .
بينما الشهيد الثالث هو الأسير" فارس أحمد بارود" (56 عاماً) وهو اقدم أسرى غزة، كان اعتقل عام 1991، وحكم عليه بالسجن المؤبد، و تراجعت صحته بشكل واضح في الاعوام الاخيرة، و أصيب بفيروس في الكبد، لم تقدم له الرعاية الطبية اللازمة، حتى دخل في حالة غيبوبة ونقل الى مستشفى سوروكا واستشهد في فبراير 2019 بعد ان أمضى 28 عاماً خلف القضبان ، ولا يزال جثمانه محتجزاً .
كذلك الأسير "نصار ماجد طقاطقة" (31 عاماً) من بيت لحم، استشهد بتاريخ 16/7/2019 بعد اعتقاله بشهر فقط، نتيجة التعذيب القاسي الذي تعرض له في مركز توقيف الجلمة، وعزل نيتسان، مما أدى الى تدهور وضعه الصحي ورفض الاحتلال تقديم العلاج له او نقله للمستشفى الأمر الذي ادى الى استشهاده، ولا يزال جثمانه محتجزاً.
بينما الشهيد الأسير" بسام أمين السايح" 47 عاما، من نابلس، اعتقل في اكتوبر2015، وتم نقله مباشرة إلى مستشفى الرملة نظراً لكونه يعاني من السرطان، وخلال فترة اعتقاله عانى من ظروف صحية قاهرة، وفي الشهور الأخيرة لاعتقاله تدهورت صحته الى حد كبير ، ولم تتعامل معه إدارة السجون بالحد الأدنى من الرعاية، الأمر الذى أدى الى استشهاده في 8/9/2019 في مستشفى "اساف هروفيه" نتيجة الإهمال الطبي، ولا يزال جثمانه محتجزاً.
والأسير "سعدي خليل الغرابلي" (75عاماً ) من قطاع غزة ، اعتقل عام 1994، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وتراجعت صحته في السنوات الاخيرة بشكل كبير نظراً لكبر سنه ومعاناته من أمراض مزمنة، وأصيب بسرطان في البروستاتا ، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه الى ان استشهد في مستشفى كابلان بالداخل المحتل في الثامن يوليو من العام الجاري .
كذلك الشهيد الأسير "كمال نجيب ابو وعر" من جنين والذي اعتقل عام 2003 وصدر بحقه حكما بالسّجن المؤبد المكرر، وأصيب خلال فترة اعتقاله بسرطان الحلق والأوتار الصوتية، وتعرض لإهمال طبي متعمد أدى الى استشهاده في نوفمبر من العام 2020 في مستشفى اساف هارفيه، ورفض الاحتلال تسليم جثمانه.
وآخر شهداء الحركة الأسيرة الشهيد "سامي عابد العمور" 39 عاماً من دير البلح وسط قطاع غزة كان بتاريخ 1/4/2008، ووجهت لهم تهم تقديم المساعدة لفصائل المقاومة بالمعلومات والرصد لتنفيذ عمليات وإطلاق صواريخ، حيث أصدرت بحقه محكمة الاحتلال حكماً بالسجن لمدة 19 عاماً.
وبدأ الأسير يعاني من مشاكل في القلب منذ أكثر من عام ولم يتلقى أي رعاية طبية من قبل الاحتلال الى ان تفاقمت أوضاعه الصحية بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وأصيب بانسداد في أربعة من شرايين القلب وبعد ضغط شديد من الأسرى نقل من سجن عسقلان إلى مستشفى "سوروكا" وارتقى شهيداً في نوفمبر من العام الماضي.
وقال إعلام الأسرى أنه لا يوجد نص أو قانون أو دين يحرم الأهل من القاء نظرة وداع أخيرة على ابنائهم أو دفنهم على طريقتهم الخاصة، وقد حرموا من رؤيتهم أحياء بعد أن اعتقلهم الاحتلال لسنوات طويلة، بينما يقوم الاحتلال بهذا الفعل حيث يحتجز جثامين الأسرى بعد ارتقاءهم شهداء داخل السجون.
وطالب إعلام الأسرى في يوم الأسير الفلسطيني المؤسسات الحقوقية والانسانية بالتدخل والضغط على الاحتلال للإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة واعادتها و تسليمها لذويهم، انسجاماً مع نصوص اتفاقيات جنيف التي ألزمت الدول المحتلة تسليم الجثامين إلى ذويهم واحترام كرامة المتوفين ومراعاة طقوسهم الدينية خلال عمليات الدفن.