يسابق الاحتلال الخطى في تصعيده ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونه؛ فكل عمليات القمع والترهيب والاعتداء والتنكيل لم تشبع تعطشه المستمر في محاولة لإذلال الأسير وحتى عائلته.
هذا الخط الانتقامي بدأ الاحتلال بتصعيده منذ عملية "نفق الحرية البطولية" حيث فرضت إدارة السجون الصهيونية مجموعة من الإجراءات التعسفية والعقابية للتضييق على حياة الأسرى والتنغيص عليها.
تفاصيل التصعيد
في مطلع سبتمبر الماضي 2021 فرضت إدارة السجون الصهيونية إجراءات قمعية على الأسرى ليس فقط في سجن جلبوع الذي شهد فشلا أمنيا واضحا لها؛ بل في كل السجون وتعرض الأسرى للعقوبات المختلفة والحرمان.
بالطبع كانت ردة فعل الأسرى هي التصدي فهبوا كافةً في خطوات احتجاجية؛ ما أجبر إدارة السجون على التراجع وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.
ولكن إصرار الاحتلال على التنكيل بالأسرى لم يتوقف؛ حيث بدأت بعدها إدارة السجون فرض إجراءات بشكل تدريجي؛ ومنها بنقل الأسرى المؤبدات كل 6 أشهر من الغرف، ونقل الأسرى الملقبين (بالسجاف) أي الذين يسميهم بالخطيرين بسبب محاولة الهرب؛ كل 4 أشهر من غرفهم، ونقلهم كل 16 شهرا من القسم، ونقلهم كل 32 شهرا من السجن وبشكل دوري.
ولكن ذلك لم يكن التصعيد الأكبر بعد؛ حيث جاء بعدها الإجراء الأكثر مساسا على حياة الأسرى وهو تقليص عدد ساعات الخروج من الفورة لحصرها ساعتين ونصف كحد أقصى على مدار اليوم؛ وهذا الوقت لا يتناسب مع وقت خروج الأسير لانشغاله بالصلاة أو زيارة محامي أو أهله ما يفقده فرصته بالذهاب إلى الفورة والتي تعتبر المتنفس الوحيد له في مقابر الأحياء.
وعلى إثر ذلك بدأ الأسرى في كل السجون خطوات نضالية من كافة الفصائل؛ وتم تشكيل لجنة الطوارئ الوطنية لإدارة الأزمة منذ لحظة إبلاغ الأسرى بهذا الإجراء؛ وبدأت تطبيق الخطوات بتاريخ 6/2/2022، حيث تم إغلاق الأقسام وحل الهيئات التنظيمية القائمة على نقل الأعباء الخدماتية ورفع أي ضمانات تتعلق بعدم التعرض إلى إدارة السجون.
الخطوات النضالية
وفي ظل هذا التصعيد الصهيوني غير المبرر؛ يخوض الأسرى معركتهم بأنفسهم في محاولة للتصدي لكل هذا الإجرام بحقهم؛ فبعد حل الهيئات التنظيمية تغيرت حياة الأسرى وأصبح العبء الأكبر على إدارة السجون.
وشمل ذلك أنه أصبح إدخال الطعام وإخراج من خلال شرطة الاحتلال وليس الأسرى؛ وإخراج الفحص يكون تحت مسؤولية الإدارة وأصبح يستغرق ساعة كاملة بدلا من ربع ساعة؛ وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيدا لإدارة السجون وأكثر صعوبة للتعايش معها، بالإضافة للعديد من الخطوات منها الإرباك الليلي والاعتصام بالفورة وغيره.
واليوم الخميس سيكون هناك طلب لخروج العشرات من الأسرى في السجون إلى الزنازين احتجاجا على هذا الإجراء العقابي؛ بينما سيشهد يوم الجمعة خطوات استثنائية ستتم الدعوة لها بالترتيب والتنسيق الكامل بين الأسرى.
وأكد الأسرى في رسائل سربت لهم من داخل السجون أنه في حال تراجعت إدارة الاحتلال عن إجراءاتها التعسفية وتلبية مطالبهم وهي قضية نقل الأسرى المؤبدات وقضية نقل "الأسرى الخطيرين"؛ وتعديل نظام الفورة.
أما في حال لم تستجب إدارة السجون لهذه المطالب سيقوم الأسرى بالإضراب مطالبين بوقف هذه الإجراءات التنكيلية حتى لا يكونوا تحت رحمة السجان.
وأوضح الأسرى أن هذا الإجراء ليس له علاقة بالأمن وإنما تعسفي وتنكيلي ويتم إجراؤه بشكل متكرر؛ وكان حدث في عام 2014 سابقا على خلفية عملية خطف الجنود في الخليل؛ وتم فرضه سابقا ولكن تمت مواجهته والتراجع عن هذا القرار.
وأشاروا إلى أن مميزات هذه الخطوات أنها تأتي من كل الفصائل ومن كل السجون بدون استثناء؛ وسيخوض الأسرى هذه المعركة حتى النهاية إما بالنصر أو الإضراب الذي سيحقق هذا النصر لهم بإذن الله مع دعم ومساندة شعبهم وفصائله.