مقابلة الشحرور.. شكل من أشكال المعاناة للأسرى
إعلام الأسرى

بقلم : ثامر سباعنه

لجأ ضباط الاحتلال في السنوات الأخيرة لطريقة جديدة تضيف لمعاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال معاناة جديدة، وشكل جديد من أشكال العذاب، الا وهي (مقابلة الشحرور) وهي المصطلح الذي اعتمده الأسرى في السجون، وهي قيام ضباط جيش الاحتلال التابعين للشاباك، أو كما يُطلق عليهم (ضابط المنطقة)، وهو ضابط الاحتلال المسؤول أمنيا عن بلدة أو قرية أو منطقه فلسطينية، حيث يقوم الضابط باستدعاء الأسير الذي اقترب موعد الافراج عنه، ويكون اللقاء أو المقابلة في مكتب الضابط الاحتلالي في أحد المعسكرات المنتشرة في فلسطين.

ينتقل الحديث والمقابلة ما بين الترغيب والتعامل بالحسنى الى التهديد والوعيد، ولا يخلوا اللقاء من عرض العمالة – ولو بطرق غير مباشرة - ولهذه المقابلة عدة أشكال ومحاور من الأذى سواء الجسدي أو النفسي للأسير، ومنها:

البوسطة: أو كما يُطلق عليها بعض الأسرى القبر المتحرك، فعند استدعاء أسير من منطقة الشمال الفلسطيني (جنين، نابلس..) ولانتقاله عبر البوسطة من سجون الجنوب الفلسطيني (النقب، نفحه ، ريمون ..) وصولا الى معسكر سالم الاحتلالي القريب من جنين، حيث عادة يتم عقد اللقاء بين الأسير والضابط، يحتاج الأسير للبقاء في البوسطة من خمس الى سبع أيام كاملة متنقلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة داخل صندوق معدني بارد، مُكبل الأيدي والأرجل، مع تقديم وجبات غذائية بسيطة جدا (خبزه + خيارة + اصبع نقانق) اضافة الى الحرمان من استخدام الحمام الا في أوقات وأماكن محددة ومحدودة، ودون مراعاة لعمر أو مرض أو حالة جوية.

موعد المقابلة: عادة ما يختار الضابط موعدا للمقابلة ذا دلالة ومعنى، اذ يختار مثلا موعد قريب جدا من يوم الافراج، بل من الأسرى من عاد من المقابلة في نفس يوم الافراج، أو قبله بيوم، ويختار موعد المقابلة ليُبقى الأسير في حالة تفكير وترقب وخوف.

محتوى المقابلة: يُنوِع الضابط أسلوب ومحتوى المقابلة من تهديد باستمرار الاعتقال، أو اعادة الاعتقال بعد الحرية بأيام، وأن المراقبة والعين ستبقى متابعة للأسير بعد الافراج عنه، أو يستخدم الضابط الأسلوب الناعم ليفتح خطوط تواصل مع الأسير.

الغاء المقابلة: كثيرا ما يتم الغاء المقابلة بعد أن يصل الأسير الى مكان المقابلة، أي أن الأسير يتعرض لكل معاناة البوسطة ليجد أن المقابلة قد تم الغاءها دون أي مبررات.

وهناك عشرات بل مئات القصص التي تشرح معاناة وتجربة الأسرى القاسية مع مقابلات الشحرور:

الأسير (أ.س) من منطقة الخليل، ومعتقل اداري، وحصل من محكمة الاحتلال على عدم تمديد، وعند استدعائه لمقابلة ضابط المنطقة قبل أيام من موعد الافراج عنه، حصلت مشادّة بين الأسير والضابط، وهدد ضابط المنطقة الأسير بأنه سيجدد له الاعتقال الاداري، لكن الأسير لم يعره أي اهتمام وواصل معاندة الضابط، وبالفعل وقبل يوم من موعد الافراج تم التمديد للأسير بأربع شهور إداري جديدة.

الأسير (أ.ن) من محافظة جنين، خرج من سجن النقب لمقابلة ضابط المنطقة في معسكر سالم، وكان موعد البوسطة في أشد الأيام برودة وأمطار، واستمرت البوسطة خمس أيام دون أن تتم المقابلة، اذ انه حال وصوله لمعسكر سالم تفاجأ بإلغاء المقابلة.!!

الأسير (ع.أ ) من بلدة قباطية قضاء جنين، ورغم كونه في العقد السادس من عمره، ومعاناته من مجموعة من الأمراض، الا أن ضابط المنطقة قام باستدعائه للمقابلة من سجن النقب الى معسكر سالم، وحدد الموعد قبل أسبوع فقط من يوم الافراج عنه، أي أن يوم حرية الأسير سيكون نفس اليوم الذي يعود فيه الى سجن النقب بعد المقابلة، ورغم كل المحاولات من الأسرى وممثلهم لوقف هذه المقابلة، الا أن الشاباك أصر على المقابلة، وبالفعل خرج الأسير (ع. أ) الى المقابلة واستمرت البوسطة أسبوع ليعود في نفس يوم الافراج، فما أن وصل الى سجن النقب حتى خرج من جديد الى بوسطة الافراج دون حتى أن يُسمح له بدخول الاقسام للاستحمام أو تغيير ملابسه.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020