الأسير محمد عصيدة .. حين يتمنى الأب رؤية أطفاله!
إعلام الأسرى

ينظرون حولهم ويحاولون فهم هذه المعادلة الغريبة؛ كل الأطفال يمسكون بأيدي آبائهم يوصلونهم إلى مدارسهم أو يذهبون معاً لتناول المثلجات، إلا هم يجدون أنفسهم غرباء بدون والدهم الذي تتوالى عليه الاعتقالات.

الصحفي الأسير محمد نمر عصيدة من بلدة تِل غرب نابلس رزق بطفله الخامس قبل يومين، كالعادة لم يحضر ولادته ولم يكن أول من حمله وأول من قرأ الأذان في أذنه، فالاعتقال والسجن باتا المصطلحات الأكثر تداولا في حياة عائلته.

في الثاني عشر من مايو/ أيار من العام الماضي اعتقل الاحتلال الصحفي عصيدة وحوله فورا للاعتقال الإداري؛ ذاك الاعتقال الذي يأتي دون تهمة ولا محاكمة ولا يتمكن فيه الأسير من معرفة تهمته أو سبب اعتقاله الذي عادة لا يكون مبررا بل لمجرد التغييب الاحترازي.

وبعد انتهاء المدة المقررة لذلك الاعتقال؛ مدد الاحتلال من جديد اعتقاله الإداري لأربعة أشهر قابلة للتجديد، فالأسير الإداري مرهون تحت مزاج مخابرات الاحتلال في هذه الحالة!

قبل يومين رزق بطفله الخامس الذي أبصر النور دون وجود والده؛ ولكنها ليست المرة الأولى؛ فالاعتقال غيّب محمد عن ولادة عدد من أطفاله وعن لحظات جميلة في حياتهم يتمناها كل أب؛ كالخطوات الأولى والنطق بالكلمات الأولى، ما يجعله دائم الشوق لهم ويتمنى اللقاء بهم.

وأكثر ما يخشاه الأسير دوماً هو عدم تعرف أطفاله عليه حين يتم الإفراج عنه؛ فتلك لحظة محزنة يعيشها الأسرى تترجم سنوات القهر والعذاب في السجون.

عراقيل

ولم تكن الحياة الاجتماعية والعائلية هي فقط ما أثر عليها الاعتقال؛ فدراسة الأسير تأثرت كذلك أسوة بغيره من الأسرى، حيث أنهى دراسته للحصول على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام خلال عشر سنوات.

الاعتقالات نهشت من حياة الأسير عصيدة قرابة تسع سنوات؛ معظمها في الاعتقال الإداري أي بلا تهمة ولا محاكمة، بينما اعتقل على يد أجهزة السلطة قرابة العشر مرات.

ولكنه رغم هذه التحديات استطاع أن يثبت نفسه وأن يحوّل محنته إلى منحة؛ فحصل على شهادة الدراسات العليا في الدراسات الإسرائيلية.

قد يفقد الأسير سنوات عمره في هذا الاعتقال؛ ولكن السجن يعطي الأسير شعوراً بالقوة والتحدي لإكمال مسيرته الوطنية والجهادية.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020