تقرير: المحرر الرجوب من مدرس وخطيب الى انسان لا يعرف أحدا
إعلام الأسرى

كان من المفترض أن تستقبل عائلة الرجوب نجلها المحرر من سجون الاحتلال نبيل بالزغاريد والاحتفالات إلا أنها تفاجأت بمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر نبيل وهو ملقى على الأرض بحالة سيئة جدًا على حاجز الظاهرية حيث القى به جنود الاحتلال.

كثيرة هي الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى، من ضرب وتعذيب وضغط نفسي وحرمان من الحقوق وتنقلات وإهمال طبي وغيرها وقد أودت بحياة 227 اسيراً بينما أصيب عدد آخر بأمراض مزمنة وآخرون تعرضوا لحالات نفسية خطيرة أدت لفقدانهم المعرفة بما يحيط بهم.

أحد ضحايا الاحتلال الأسير المحرر نبيل الرجوب من قرية الكوم جنوب الخليل وهو مدرس حاصل على شهادة الماجستير وخطيب مسجد، ولم يكن يعاني من أي أمراض عصبية أو نفسية ولم تظهر عليه علامات مرضية قبل دخوله سجون الاحتلال، تفاجأ ذويه بأن الاحتلال ألقاه على حاجز الظاهرية قبل أيام بعد أن أمضي 8 شهور قيد الاعتقال الإداري دون تهمة.  

مكتب إعلام الأسرى أكد أن المحرر الرجوب تعرض لمعاملة قاسية خلال فترة اعتقاله وتم عزله انفرادياً في ظروف صعبة الأمر الذي أدى لإصابته بحالة نفسية حادة، حيث وصف الأطباء حالته بأنه تعرض لانهيار عصبي شديد، وهو بحاجة إلى فترة طويلة من أجل الخروج من هذه الحالة العصبية.

وقد تعرض المحرر الرجوب الى ضغط نفسي طويل داخل الزنازين، بالإضافة إلى وجود ضربات في رأسه وظهره وعلامات تدل على وجود كدمات تعرض لها الأسير خلال فترة اعتقاله في  الزنازين حيث ظهرت تلك الكدمات بشكل واضح خلال الصورة الطبقية التي أجريت في مستشفى عالية الحكومي بعد إطلاق سراحه.

المحرر الرجوب لا يستطيع الكلام وبالكاد استطاع ان ينطق ببعض الكلمات مثل شبحوني، أطلقوا الكلاب عليّ ينهشوني ومنذ الإفراج عنه وهو على فراشه ممددًا، لا يتكلم بكلمة يمكن لأحد أن يفهمها، لكنه يتمتم بحذر وبلسان تسكنه رعشة الخوف والصدمة.

والدة المحرر الرجوب قالت إن ابنها نبيل، بعد الإفراج عنه لم يكن قادرا على التعرف عليها، وأنه لم يكن قادرا على لمسها حتى ولا يرغب في الأكل أو المشي ولا يستجيب للمؤثرات المحيطة حوله، ولا يستطيع الكلام مع أي من البشر.

والدته لم تصدق ان هذا الجسد المغيب عن الوعي هو ابنها، تحاول أن تقرب وجهها منه، تلمس يديه، تشده نحوها وتردد: "أنا أمك يا حبيبي، أمك" وهو يئن بصوت خافت، ورأسه على صدرها لا يُفهم من كلماته سوى "آخ يمه"!.

أحمد الرجوب شقيق الأسير نبيل أشار الى ان شقيقه كان معتقلا اداريا وأمضى آخر 10 أيام في سجن النقب الصحراوي معزولاً في الزنازين الانفرادية، وقال "تم ابلاغنا بالإفراج عنه يوم الجمعة الماضي، وقد فوجئنا بخروجه من سجون الاحتلال عن طريق الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد ذلك تم تحويله إلى مستشفى عالية الحكومي، وكان في وضع صحي صعب، وهو بحاجة إلى فترة علاجية نفسية طويلة."

وأضاف الرجوب تم منعنا من زيارته داخل سجون الاحتلال ولم نتواصل معه اطلاقاً، ولم نكن على علم بحالته المرضية داخل السجن، والزيارات العائلية كانت مرفوضة بحجة فيروس كورونا، وتقدمنا بطلبات عدة لدى الصليب الأحمر من أجل السماح بزيارته، وفي كل مرة كان يتم رفض ذلك، ومحاميه لم يكن يدخل على المحكمة ولم يكن هناك أي تواصل مع المحكمة وفي كل مرة يقول إنه تم تأجيل المحكمة."

وأضاف: "الأطباء وصفوا حالة نبيل بأنه تعرض لانهيار عصبي داخل سجون الاحتلال، ويعاني من حركات لاإرادية وهو بحاجة إلى فترة طويلة من أجل الخروج من هذه الحالة، وطالب بالكشف عن حقيقة ما جرى مع شقيقه، داعيًا هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير للمساعدة في كشف حقيقة ما حلّ به.

بدورها هيئة شؤون الأسرى قالت ان الأسير نبيل "تم تجديد اعتقاله الإداري مرتين، في كل مرة 4 شهور، واعتقل في وضع صحي سليم، وخلال فترة الاعتقال لم تكن هناك أي معلومات وتفاصيل وتقارير عن الحالة الصحية التي يمر بها الأسير نبيل الرجوب داخل زنازين الاحتلال، وتم الإفراج عنه بطريقة لا إنسانية ولا أخلاقية حيث ألقاه جنود الاحتلال أرضاً على معبر الظاهرية بحالة وهو غير قادر على الحركة ولا الكلام ومن غير حذاء أو أي مقتنيات شخصية."

وأضافت الهيئة" تعرض الأسير نبيل إلى الضرب داخل الزنازين وكذلك الإهمال الطبي المتعمد والحالة النفسية التي مر بها نجمت عن الضغوطات النفسية عليه من قبل الاحتلال داخل الزنازين."

وأكدت أن "زيادة نسبة الأمراض العصبية بين الأسرى داخل سجون الاحتلال هو نتيجة التحقيق القاسية، والقهر الذي يمارس على الاسرى وسوء التغذية والملاحقة الأمنية وعدم توفير العلاج المناسب للأسرى والعزل الانفرادي داخل الزنازين.


جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020