لا يكاد يرى منزله وعائلته لبضعة أشهر؛ حتى يعاد اعتقاله من جديد ليعود إلى دوامة الاعتقال الإداري المقيت، وباتت أيام عمره محصورة داخل هذه البوابة الحديدية والأسلاك الشائكة حتى أصبحت عائلته تجمع أيام الحرية معاً كي تقتنص بعضاً من فرح.
هذا الحال يعصف بعائلة الأسير الشيخ محمد سامح عفانة (٤٥ عاما) من مدينة قلقيلية؛ حيث يقبع حاليا في الاعتقال الإدارية منذ ستة أشهر بعد مسيرة طويلة من الاعتقالات وتحديدا الإداري.
وتقول زوجته أم الحارث لـ مكتب إعلام الأسرى إنه قبل موعد الإفراج عنه الذي كان مقررا في الحادي عشر من الشهر الحالي؛ تم تمديد اعتقاله الإداري مجددا في سياسة بغيضة ضد الأسير وعائلته.
وعلى هذا الحال مرت السنوات؛ ملاحقة مستمرة واعتقالات متلاحقة لأكثر من ١٢ عاما لفترات مختلفة، ليتعكر صفو العائلة واستقرارها أسوة بكل المعتقلين الإداريين.
وتضيف:" قبل زواجنا اعتقل أبو الحارث عدة سنوات، وبعد الزواج كانت رحلة الأسر متواصلة واقتحام المنزل والترويع ومصادرة كل شيء؛ فالاحتلال ينتقم منا بشكل جماعي، ففي الاعتقال الأخير الذي كان قبل عيد الفطر بيوم واحد توعد ضابط الاعتقال زوجي بالاعتقال المتكرر ووجه كلامه لي أيضا بهدف الإيذاء النفسي للعائلة".
هذا الاعتقال يؤثر على كافة أشكال الحياة لدى الأسير وعائلته؛ فهو ملتحق في برنامج الدكتوراة بجامعة النجاح الوطنية؛ وبسبب الاعتقال الإداري المتكرر لم يتمكن من إكمال متطلبات التخرج.
وتشير الزوجة إلى أن جميع طلبة الدفعة أكملوا المتظلبات وحصلوا على شهاداتهم إلا زوجها الذي يعيش القهر في السجون الصهيونية.
ووصفت الاعتقال الإداري في حياتهم بالكابوس المؤلم الذي يخطف زوجها في اعتقال ظالم ويخطف حياتهم وحياة أطفالها الذين لم ينعموا بأيام طبيعية مع والدهم إلا في فترات قليلة وقصيرة.
دون سبب
جوهر الاعتقال الإداري أنه بلا تهمة ولا محاكمة؛ فيستغله الاحتلال لتغييب القيادات والشخصيات المؤثرة متذرعا بوجود ملف سري لا يستطيع حتى المحامي الاطلاع عليه.
ويقول الحارث نجل الأسير لـ مكتب إعلام الأسرى إنه منذ أن أصبحت يعي ما حوله وهو لا يتذكر عن والده سوى كونه معتقلا، والآن بلغ من العمر ١٤ عانا ويعيش ظلم الاحتلال من خلال اختطاف والده بدون سبب.
ويرى الطفل الذي كبر قبل أوانه؛ أن مخابرات الاحتلال تعتبر والده شخصية يجب الانتقام منها بكل السبل، حيث تم اقتحام منزله خلال اعتقال والده وسرقوا المصروف اليومي من العائلة وحاولوا مصادرة مركبتهم الخاصة إلا أنها كانت مباعة قبل أيام، ما يؤكد أن كل ما يجري في إطار الانتقام للعائلة فقط.
ويشير إلى أن ضباط المخابرات الذين اقتحموا منزلهم للاعتقال والاستجواب يحملون الرسالة العنصرية ذاتها وهي التنغيص عليهم.
ومما لا شك فيه أن هذا الظلم الذي يقع على الأسرى الإداريين يدفع بعضهم إلى خوض معارك قاسية تتمثل في الإضراب عن الطعام لأشهر طويلة، وهو ما ينبئ أن ما يمرون به هو أقسى للغاية من الامتناع عن الطعام.