أعاد اختطاف الأسير المحرر المقدسي "خليل الجيوسي" فور تحرره صباح اليوم بعد قضاء محكوميته الى الواجهة ملف اعتقال المحررين المقدسين بعد الإفراج عنهم مباشرة بهدف التنغيص عليهم وسرقة فرحتهم وذويهم بالحرية .
مكتب إعلام الأسرى قال ان الاحتلال دأب منذ عدة سنوات على استخدم هذه السياسة التعسفية والإجرامية بحق المحررين المقدسيين، بحيث لا يكاد يتحرر أسير وخاصة ممن أمضوا سنوات طويلة في السجون، الا ويتم إعادة اختطافه من باب السجن ونقله الى التحقيق في المسكوبية وإجباره على التوقيع على تعهدات بعدم إقامة أي مظاهر احتفالية بتحرره او رفع أعلام فلسطين ورايات الفصائل .
وبين إعلام الأسرى أن أول الأسرى الذين طبق عليهم هذا النظام القمعي هو النائب المقدسي المبعد، الشيخ "محمد أبو طير" وذلك قبل 7 سنوات حيث أعيد اعتقاله فور تحرره من سجن نفحة الصحراوي، واحتجازه لعدة ساعات ثم اطلاق سراحه من مركز المسكوبية في القدس.
وكشف إعلام الأسرى أن آخر تلك الحالات كانت صباح اليوم الخميس الموافق 29/4/2021 بقيام مخابرات الاحتلال بإعادة اختطاف الأسيـر المقدسي المحرر "خليل مروان الجيوسي" (27 عامًا) من بلدة الطور شرق القدس المحتلة فور الإفراج عنه من سجن النقب و اقتياده لمركز توقيف المسكوبية غرب القدس المحتلة،
وكان اعتقل في 1/9/2014 ووجهت له تهمة المشاركة في أعمال مقاومة، والعضوية في خلية تابعة لحركة “فتح“، وضلوعه في إلقاء زجاجات حارقة على البؤر الاستيطانية في بلدة الطور ، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 6 سنوات و8 شهور، وقد أمضاها كاملة وتحرر اليوم وأعيد اختطافه من باب السجن .
فيما اعادت أمس الأربعاء مخابرات الاحتلال، اعتقال الأسير المقدسي "إبراهيم محمد درباس" فور الإفراج عنه من سجن النقب الصحراوي بعد أن أمضى مدة محكوميته البالغة 30 شهراً، وتم نقله الى المسكوبية ، وقبع بها طوال اليوم حيث أفرج عنه ليلاً بشرط إبعاده ليوم واحد إلى بلدة الطور، وعقد جلسة له بالمحكمة صباح اليوم التالى .
رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب قال ان الاحتلال بدأ باستخدام هذه السياسة قبل 7 سنوات ، ولكنها كانت تطبق بوتيرة منخفضة، ولكنها تصاعدت بشكل كبير منذ 3 أعوام، وبات الاحتلال ينكل بكثير من أسرى القدس المفرج عنهم خاصة ممن قضوا محكوميات عالية أو أصحاب التأثير والحضور في المدينةويفرج عن الأسرى عادة بعد هذا الاعتقال بساعات طويلة أو يوم أو يومين؛ لكن بتهديدات وشروط معينة منها منع مظاهر الاحتفال، والإبعاد خارج حدود القدس لأسابيع، وعدم الحديث لوسائل الإعلام.
ويؤكد أبو عصب أن "الاحتلال يسعى لمحاربة أي مظهر للفرح أو الفخر والاعتداد بالنفس، ويُقمع الأسرى وذويهم بادعاء أن ذلك يمس بسيادة إسرائيل على القدس، كما أنه يخشى من الالتفاف الاجتماعي حول الأسرى بالمدينة".
ونوه أبو عصب ان الاحتلال يستهدف الأسرى المحررين في بعض الأحياء المقدسية المعروفة بالتماسك الاجتماعي أكثر من غيرها كالبلدة القديمة والعيساوية ومخيم شعفاط، معتبرا أن "المخابرات تنسج قصصا من الخيال وتلفقها تهما للأسرى؛ لتنغيص فرحة ذويهم ومحبيهم بتحررهم لا أكثر".
ويؤكد أن بعض الشروط التعسفية تمثلت بإبعاد الأسير المحرر عن مدينة القدس أو منعه من دخول الضفة الغربية، فيما يتم نفي بعضهم إلى بلدات في الداخل المحتل، حيث لا يعرفون أحدا، أو فرض الحبس المنزلي عليهم.
وأشار أبو عصب الى ان الهدف الظاهر من سياسة الاختطاف بعد التحرر هو تنغيص فرحة الأهالي بتحرير أبنائهم؛ لكن الهدف الأخطر والغير معلن هو برمجة المجتمع المقدسي على الخوف من الالتفاف حول الأسرى ونبذهم، ومحاصرة أي نشاط فلسطيني وطني في القدس، حيث لم يقتصر التضييق في بعض الحالات على الأسرى المحررين وعائلاتهم؛ بل امتد ليشمل اعتقال شبان بتهمة المشاركة في احتفال بالإفراج عن أسير، ورفع رايات حزبية خلاله.
واستذكر إعلام الأسرى بعض الحالات التي جرت مؤخراً لاختطاف اسرى محررين فور الافراج عنهم ومنهم الأسير المقدسي "مجد بربر" تم اعادة اعتقاله من أمام بوابة سجن النقبونقلته إلى مركز تحقيق المسكوبية ، وقد امضى 20 عاماً في سجون الاحتلال.
كذلك الأسير المقدسي عيسى العباسي (34 عاما) من بلدة سلوان بالقدس اعيد اعتقاله فور الإفراج عنه من أمام سجن النقب الصحراوي. بعد ان أمضى محكوميته البالغة عشر سنوات في الأسر، والأسير المقدسي "أحمد خالد سرور" من بلدة جبل المكبر في القدس ، بعد قضاء سبع سنوات في الأسر.
وفى تفاصيل ما يجرى مع المحررين قال الأسير المقدسي المحرر "مالك بكيرات" سكان بلدة صور باهر ، والذى أفرج عنه في ديسمبر من العام الماضي وتم اختطافه من أمام بوابة سجن النقب فور اطلاق سراحه بعد اعتقال دام19 عامًا، ونقله إلى سجن تحقيق المسكوبية.
والذي كان عقب على الأمر في تصريحات سابقة "كنتُ مهيأ نفسيا لاعتقالي لحظة الإفراج عني؛ فأسرى القدس في السجون الإسرائيلية باتوا يعلمون جيدا أن عليهم إضافة يوم أو يومين لتاريخ الإفراج عنهم احتياطا، معتبراً ان اعتقال أسرى القدس لحظة الإفراج عنهم، هى محاولة لتنغيص فرحتهم بتلفيق تهم للأسير وذويه.
وأضاف " تنسمت الحرية للحظات تمكنت خلالها من احتضان شقيقي ثم تم اقتيادي فورا لمركز التحقيق؛ ووجدت نفسى أمام عدة تُهم جاهزة ومفبركة من المخابرات حيث وجهوا لي تهمة التحضير لاحتفال مهيب، وأنني خلال الأسر تواصلت مع الخارج لترتيب الاستقبال، وأجبتُ المحقق أنني ما زلت بالسجن، ولا يمكنني القيام بذلك أساسا".
وبعد تحقيق استمر 3 ساعات أحضر المحقق له أمر اعتقال مطبوع ومختوم، تم تجهيزه مسبقا؛ لأن هذا الإجراء بات روتينيا لدى مخابرات الاحتلال تجاه أسرى القدس، ويذكر أنه قال للمحقق "أنا نقلت من سجن إلى سجن، ولا يؤثر بي ما تقومون به، فافعلوا ما تشاؤون فلتمددوا اعتقالي يوما أو يومين.. أنتم تعاقبون أمي وابنتي، ولا تعاقبونني بتاتا؛ لأني مسلوب الحرية منذ 19 عاما".
بدوره قال مكتب إعلام الأسرى انه اجراء غير قانوني، وتعسفي من ضمن العديد من الإجراءات التنكيلية التي يتعرض لها الاسرى المقدسيين سواء داخل السجون او خارجها، بهدف قتل اراداتهم وتطبيق سياسة الردع بحقهم.