رام الله- مكتب إعلام الأسرى
كلما رن جرس الهاتف هرعت العائلة للرد عليه؛ فالمحامي هو المصدر الوحيد لمعرفة أي أخبار تتعلق بابنها محمد الأسير في سجون الاحتلال، وهو النافذة الوحيدة لمعرفة ما يحدث معه بعد إصابته واعتقاله.
في صبيحة الثاني من أيلول/ سبتمبر من عام ٢٠٢٠ كان الطالب الجامعي محمد جبر خضير (٢٢ عاما) من مدينة نابلس؛ يقود مركبة للتوجه لعمله، وكان في ذات الوقت يخضع المركبة للفحص ضمن عمله إلى جانب دراسته الجامعية كونه على أبواب التخرج.
فجأة فقد السيطرة على المركبة وكان ذلك على حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس؛ وبسبب حالة الهوس الأمني لدى الجنود أطلقوا النار عليه مباشرة، فأصيب وسقط أرضا.
يقول شقيقه أسامة لـ مكتب إعلام الأسرى إن محمد أصيب وقتها برصاصة في الأذن وأخرى خلف الرقبة وبقي ملقيا على الأرض ينزف لساعة ونصف دون أن يسمح الجنود لمركبات الإسعاف بالوصول إليه.
بعد مماطلة تم نقل محمد إلى المستشفى وهو مكبل اليدين والقدمين؛ ولكن هناك لم يتم علاجه بل أجريت له فقط فحوصات طبية؛ وفي اليوم التالي تم نقله للتحقيق.
ويوضح شقيقه أن إهمال علاج محمد كان سببا رئيسيا في تدهور حالته الصحية؛ وأن نقله للتحقيق فورا أضاف إلى معاناته التي ما زالت مستمرة إلى الآن.
ومن ضمن صنوف المعاناة التي يعيشها محمد بعد الإصابة هو عدم قدرته على النوم؛ فالرصاصة تسبب له طنينا مستمرا في الأذن التي فقد السمع فيها، ولا تكترث إدارة السجون لهذه الحالة الصعبة، بل تفاجأت عائلته بأنه لم يخضع لأي عمليات جراحية.
وأشار شقيقه إلى أن محمد طلب مرات عديدة أن يُعرض على طبيب السجن بسبب هذا الطنين الذي يحرمه من النوم باستمرار، وبعد الاستجابة له أخبره الطبيب أنه يجب أن يعرض على طبيب مختص دون السماح له بذلك!
جلسات ومماطلة
يقبع الأسير في سجن مجدو وسط حرمان من زيارة عائلته له بسبب القيود المفروضة على زيارات أهالي الأسرى من الضفة المحتلة بحجة انتشار وباء كورونا، فأصبحت زيارات المحامين هي السبيل لمعرفة أخباره ووضعه الصحي.
وأوضح شقيقه أن جلسة محاكمة عقدت له قبل ثلاثة أسابيع وأخرى ستعقد له في السابع والعشرين من شهر أيار/ مايو المقبل، حيث سيتم الحديث فيها عن لائحة الاتهام وسيتوضح المسار القضائي أكثر فيما يتعلق بالتهم الموجهة إليه.
يتهم الاحتلال محمد بمحاولة تنفيذ عملية دهس على حاجز زعترة؛ ولكن إفاداته لشرطة الاحتلال وللمحققين كانت أنه فقد السيطرة على مركبته وتعرض لحادث سير قرب الحاجز؛ ثم حاول الهرب بعد أن رفع الجنود السلاح عليه.
وتعيش العائلة أوقاتا صعبة في غياب محمد؛ فقبل اعتقاله بفترة قصيرة توفي والده المحاضر الجامعي جبر خضير، ثم جاء الاعتقال ليزيد معاناة الغياب وليغرس الجرح أكثر في قلب كل فرد منها.
وناشد أسامة بالضغط على الاحتلال للإفراج عن شقيقه حتى يتمكن من رؤية طبيب مختص لعلاج إصابته.