منذ سنوات طويلة لم تذق عائلة الطويل طعم الدفء العائلي، فطاولة الطعام دوما تنقص أحد أفرادها بسبب الاعتقالات المتكررة التي يتعرضون لها، فالأب والأم والابنة تدور عليهم دائرة السجون.
وتستهدف مخابرات الاحتلال بسياستها العنصرية شخصيات معينة في الضفة الغربية المحتلة؛ وتضعهم وعائلاتهم في عين الاستهداف والملاحقة؛ ولا تتوقف عن ملاحقتهم من حيث الاعتقال والاقتحام والاستدعاءات المتكررة .
وتعتبر عائلة القيادي المحرر الشيخ جمال الطويل من مدينة البيرة مثالا لهذا الاستهداف، فهو أمضى في سجون الاحتلال ١٧ عاما مجتمعة؛ واعتقلت زوجته لمدة عام، بينما ابناه الأسيرة الصحفية بشرى الطويل فاعتقلت خمس مرات، ومازالت تقبع في الاعتقال الإداري منذ اعتقالها في تشرين الثاني الماضي .
حلقات إجرام
يقول القيادي المحرر جمال الطويل لـ مكتب إعلام الأسرى:" نحن أمام حلقة من حلقات الإجرام التي يمارسها الاحتلال على الشعب الفلسطيني على مدار عشرات السنوات؛ ورسالته للشعب الفلسطيني أنه صاحب اليد الأولى وهو الذي يستطيع ترتيب البيت الفلسطيني حسب مزاجه ورؤيته العنصرية وعلى مقاسه، وكأن الشعب الفلسطيني ليس له حول ولا قوة".
ويرى الطويل أن الاحتلال يقوم بتوجيه الضربات لكل من يقاوم مشروعه التصفوي للقضية الفلسطينية؛ ويستخدم سطوته العسكرية في التنكيل، فهو صاحب إجرام تاريخي في هذه البلاد.
ويوضح أن الاحتلال وكي ينفذ مخططاته يقوم بالاعتقال على الشبهة وعلى النوايا، ففي الاعتقال الأخير له الذي استمر لعدة ساعات كان اعتقالا على النوايا!
وأضاف بأن الاعتقال تخلله تحذير من أي عمل مستقبلي؛ وحتى إن لم توجد أعمال وأفعال يتم إخضاع المستهدفين إلى مربع النوايا وهذا لا يحدث إلا في هذه الدولة العنصرية، حسب تعبيره.
الاستداف العائلي
تعمد الاحتلال اعتقال الشيخ مرات عديدة حين تتحرر ابنته بشرى؛ والتي أيضا تعمد اعتقالها مع تحرر الشيخ، وهذه الدوامة باتت معروفة للعائلة بأن الاحتلال لا يريد لها الاجتماع أبدا.
ويقول الشيخ في هذا الإطار:" نحن أمام احتلال لا يعرف أي قيمة أخلاقية وإنسانية؛ فهم يعتقلونني عند موعد الإفراج عن ابنتي ويعتقلون ابنتي عند موعد الإفراج عني؛ فهم نفذوا تهديدهم بأن لا تجتمع العائلة جميعها تحت سقف واحد، وهذا التنكيل بنا كعائلة بهذه الصورة الوحشية لن يدفعنا لرفع الراية البيضاء والاستسلام أمام مخابرات الاحتلال ، لأنه قدرنا أن نكون رأس حربة لمواجهة مخططاتهم".
وأشار إلى أن أول محطة اعتقال كانت بحقه حين كان في الصف التاسع بعمر ١٥ عاما؛ ثم توالت الاعتقالات حتى الآن وهو في عمر ٥٨ عاما، معتبرا أن الاحتلال يريد من ذلك هزم الفلسطينيين والتخلي عن قيمهم وانتمائهم الوطني.
وعن أوضاع الحركة الأسيرة قال المحرر القيادي :" يمكن تقسيم الحياة الاعتقالية إلى فترتين من حيث التنكيل وسرقة الإنجازات ، فإدارة السجون منذ توليها ممن يسمى وزير الأمن الداخلي " اردان " حاولت شطب الحركة الأسيرة وسرقة انجازاتها وفرضت سياسة لا تطاق ولولا قوة الحركة الأسيرة وتجاربها الطويلة لكانت الطامة الكبرى، وتراجعت إدارة السجون عن كثير من سياساتها الإجرامية ، واما ما قبل ذلك فقد استطاعت الحركة الأسيرة ومنذ بداية الاحتلال أن تشكل إطارا جمعيا واجه وما يزال يواجه كل تغولات إدارة السجون ".
رسائل
وخلال حديثه أكد الطويل أن هناك صمتا دوليا على عملية اعتقال القيادات على خلفية الانتخابات من قبل الاحتلال ويجب على الكل الفلسطيني التحرك حتى لا يتمادى الاحتلال في تغوله.
وأوضح أنه يجب توفير شبكة أمان للمرشحين من سطوة الاحتلال بمخاطبة العالم بضرورة وقف همجية الاحتلال، والمضي في عملية الشراكة مع كل الأطراف والوحدة الوطنية التي تنعكس مباشرة على الحركة الأسيرة في تقويتها وإسنادها.