يوم حزين عاشته فلسطين فقدت فيه أعز رجالها عمر البرغوثي وعدنان أبو تبانه فارسين ترجلا عن صهوة جوادهما بعد عمر حافل بالعطاء والتضحية .
الأكاديمي والأسير المحرر والداعية والعالم كلها صفات تنطبق على عدنان يونس عبد المجيد أبو تبانة الذي طالما قدم الغالي والنفيس في سبيل دينه ووطنه، وتعرض للتنكيل و الاعتقالات والملاحقة سنوات من قبل الاحتلال.
ولد عدنان أبو تبانة في مدينة الخليل عام 1965، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها لبلدة الفالوجة قضاء غزة، وهو متزوج وله عشرةٌ من الذكور وثلاثٌ من الإناث.
حصل أبو تبانة على الثانوية العامة من مدرسة الحسين بن علي عام 1983، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ وعلم الآثار من جامعة النجاح عام 1990، والماجستير في التاريخ من نفس الجامعة عام 1999، والدكتوراه في التاريخ من جامعة العالم الأمريكية (التعليم المفتوح) عن رسالته “الهدنة في التاريخ والفكر الإسلامي” عام 2007، والبكالوريوس في التربية الإسلامية من جامعة القدس المفتوحة عام 2020. عمل مديرًا لمشغل الجمعية الخيرية الإسلامية بين عامي (1994-1998)، ومحاضرًا لمادة التاريخ في جامعة القدس المفتوحة، ومديرًا لمركز الخليل للدراسات التنموية والتاريخية منذ عام 2005، كما عمل في المجال التجاري، وأسس شركة للمنتجات البلاستيكية.
التحق أبو تبانة بجماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة من حياته، وشارك في نشاطاتها الدعوية والتربوية والاجتماعية، وكان من كوادر الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، وانخرط في العمل الاجتماعي المؤسسي في الخليل؛ فنشط في جمعية الشبان المسلمين والجمعية الخيرية الإسلامية، وكان مسؤول العلاقات العامة في جمعية الإحسان الخيرية بين عامي (1995-2005)، وعضو الهيئة الإدارية فيها لدورتين، ونائبا لرئيسها، وساهم في تأسيس منتدى الخليل الثقافي وكان عضوًا في هيئته الإدارية بين عامي (1995-2000)، وشارك في تأسيس جمعية الملتقى الأهلي وكان عضوًا في هيئتها الإدارية بين عامي (1999-2005)، وهو مؤسس جمعية الفالوجة الخيرية عام 2000 ورئيسها لثلاث دورات.
كتب الفقيد أبو تبانة عددًا من الكتب والأبحاث والدراسات، وحقَّق كتاب “الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل” في مجلدين.
تعرض ابو تبانة للاعتقال على يد قوات الاحتلال ، حيث بلغت عدد اعتقالاته 16 مرة، قضى خلالها ما يزيد عن 10 سنوات في سجون الاحتلال، و أول اعتقال له كان عام 1994، ثم توالت اعتقالاته والتي كانت في غالبيتها العظمى في الاعتقال الإداري بدون تهمه ، حيث كان يتعمد الاحتلال تغييب العقول والقادة لصالح تمرير مشروع الاحتلال بتركيع ابناء شعبنا ووقف مقاومته.
وكان قد شارك في اضراب الاسرى الاداريين في نيسان عام 2014 ، بشكل جزئي في بداية الإضراب، وذلك بالامتناع عن تناول الدواء والعلاج كونه احد المرضى، ومن ثم انتقل الى الاضراب الكامل عن الطعام مع مئات الأسرى الاداريين، وقد تراجعت حالته الصحية وقتها واصيب بهزال شديد ونقص وزنه اكثر من 20 كيلوجرام ، و نقل الى المستشفى حيث يعانى من مرض السكرى المزمن.
رحل أبو تبانه بجسده لكن يبقى نهجه وفكره خالداً ينير الطريق أمام أبناء شعبنا ويبقى عطر سيرته الحسنة يفوح في الافاق يخلد ذكراه .