كلما رن جرس الهاتف هرع أفراد العائلة إليه وداهمهم القلق أكثر، فمنذ اعتقال وإصابة ابنهم أحمد (١٧ عاما) قبل شهر وهم يقاسون مع دوامة التوتر والانتظار.
في السادس والعشرين من شباط/ فبراير الماضي أطلق جنود الاحتلال النار على الفتى أحمد فلنة أثناء تواجده في متنزه للعائلات قرب جدار الفصل العنصري في قرية صفا غرب رام الله؛ أصيب بجروح خطيرة وتم اعتقاله وقتها.
ويقول شقيقه جهاد لـ مكتب إعلام الأسرى إن رئيس المجلس القروي هاتفه في ذلك اليوم وأخبره أن الاحتلال أصاب واعتقل فتى قرب الجدار دون معرفة هويته، وهناك داهمه شعور غريب وبدأ بالاتصال بشقيقه أحمد ولكنه لم يرد رغم كثرة الاتصالات.
بعد ساعات قليلة هاتف الاحتلال والد أحمد وأخبره أنه رهن الاعتقال وأنه مصاب بجروح خطيرة وتم نقله للمستشفى، ما زاد من قلق العائلة التي لم تذق طعما للنوم أو الراحة منذ ذلك الحين.
وأوضح جهاد أن العائلة لم تعرف أي معلومة عن وضع أحمد الصحي؛ وبقي يخضع للعلاج في مستشفى هداسا دون السماح لعائلته بزيارته، حيث تمكن والده من الحصول على تصريح أمني للتوجه إلى المستشفى بالقدس ولكن لم يُسمح له برؤية نجله.
وبعد ٢٠ يوما من اعتقاله وإجراء عمليات عدة له؛ تمكنت العائلة من الحصول على عدة تقارير طبية حول حالته؛ لتتفاجأ أن الاحتلال قام بإزالة الخصية اليمين له وأنه ما زال يعاني من مشاكل في الحوض بعد إصابته بخمس رصاصات.
ويشير شقيقه إلى أنه ورغم عدم استقرار وضعه الصحي إلا أن الاحتلال قام بنقله إلى سجن مجدو، وبعد أيام قليلة نقله إلى مستشفى العفولة لإجراء عملية جديدة في ساقه، مبينا بأن الرصاصات كانت في ساقيه ويده والمثانة والحوض.
رفض الإفراج
ورغم الوضع الصحي الصعب الذي يعاني منه الفتى إلا أن الاحتلال يرفض الإفراج عنه، حيث تقدم محاميه بعدة طلبات للإفراج بكفالة تم رفضها.
ويشير جهاد إلى أن العائلة تعيش وضعا صعبا؛ حيث لا تعرف شيئا عن ابنها ويلتقطون أخباره من أي زاوية، والاحتلال يرفض إصدار تصاريح لزيارته حتى الآن.
كان أحمد يدرس في الصف الحادي عشر؛ ولم يفعل شيئا سوى أنه تواجد في أحد المتنزهات القريبة من الجدار الفاصل، ولكنه الآن يدفع ثمن حقد الاحتلال وظلمه.
ويتابع شقيقه:" مررنا بظروف صعبة لا يعلم بها إلا الله؛ كان الله في عون أبي وأمي وحجم القلق الذي يعانيان منه، والأمر من ذلك هو التكتم حول وضعه الصحي وعدم السماح لنا برؤيته".