عند الحديث عن الاعتقال الإداري العنصري، يتبادر للذهن أنه اعتقال سهل على المعتقل ويحمل صفة "إداري" ولكنه في حقيقة الأمر اغتيال لحياة المعتقل، من حيث ضياع سنوات عمره دون تهمة.
الأسير المربي علي أحمد الجدع 40 عاما من بلدة حبلة جنوب قلقيلية يقبع في الاعتقال الإداري منذ 18 شهرا وقبل أيام تم تجديد الاعتقال الإداري بحقه لمدة أربعة أشهر، ولديه عائلة مكونة من 6 أفراد، ويعمل معلما لمادة التكنولوجيا.
اعتقال بعد الجائزة
تقول زوجته أم أحمد لمراسل مكتب إعلام الأسرى:" إن اعتقال زوجي كان بالنسبة لنا كارثة فهو المعيل الوحيد لنا، كما أن اعتقاله كان بعد حصوله على جائزة من قبل وزارة التربية والتعليم في مجال التعليم الالكتروني، وكأن الاحتلال يريد أن يعاقبه على إبداعه ونجاحه". مؤكدة أنه لا توجد أي تهمة لدى زوجي.
عبء كبير
وأكدت الزوجة التي تحملت عبء تربية خمسة أبناء أكبرهم في الصف التاسع واصغرهم في الصف الأول أن الاحتلال أثقل كاهلها باعتقال زوجها وزاد اعبائها ومسؤولياتها، قائلة:" اتحمل مسؤولية أولادي كأم لوحدي، ابني الصغير كان في الروضة عند اعتقال والده.. واليوم دخل الصف الأول ووالده بعيد عنه، فهذا هو الظلم الكبير، كما أن مناسبات اجتماعية مرت علينا في غيابه أهمها عقد قران شقيقته، وكنا نتوقع الإفراج عنه وحضوره زفافها بعد عيد الفطر، إلا أن التجديد الرابع قبل أيام قتل الفرحة في قلوبنا، فالاحتلال يتعمد التنغيص على عائلات الأسرى بشتى الوسائل والسبل".
معنويات عالية
وعن زيارته وأوضاعه الصحية تقول الزوجة الصابرة إنه يعاني من مرض الضغط، وزيارته متوقفة بسبب جائحة كورونا، وفي الزيارات السابقة كان زوجي يمدنا بالمعنويات، فهو صاحب شخصية قوية، ولا يتأثر بإجراءات الاحتلال، وهذا الأمر يخفف علينا، ويوصينا دائما بتحمل الصعاب، فالاحتلال يريد من عائلات الأسرى ان تنكسر وترفع الراية البيضاء، وهذا لن يكون، فعزيمة الأسرى تمدنا بقوة وطاقة عجيبة، فهم أصحاب رسالة، وعلينا كعائلات أسرى أن نكون على قدر المسؤولية.
مكتب إعلام الأسرى أشار إلى أن الاحتلال اعتقل الأسير المربي علي الجدع بتاريخ 23/9/2019، وجددت له الاعتقال الإداري للمرة الرابعة بزعم وجود ملف سري لديه، كما أنه أسير سابق لعدة مرات.