الأسيرة إيمان الأعور تستعرض لمحاميتها ما تعرضت له خلال التحقيق
إعلام الأسرى

قالت الأسيرة "إيمان الأعور" 43 عاما من سلوان قضاء القدس، انها تعرضت للقمع والتنكيل والتعذيب خلال عملية اعتقالها والتحقيق معها، على يد قوات الاحتلال وضباط المخابرات .

وروت الأسيرة الأعور، ما جرى معها بالتفصيل لمحاميتها حيث قالت ان قوات الاحتلال داهمت منزلها بتاريخ 17/6/2020 بعد منتصف الليل بطريقة وحشية، وقيدوا ابنها جبريل واعتقلوه وأخرجوه من المنزل، وقلبوا المنزل رأساً على عقب حيث فتشوا كل زاوية به، بعدا أن احتجزوا كل سكان المنزل من الاطفال والنساء في غرفة واقفلوها عليه .

واضافت وجه لنا الجنود أقذر الشتائم واوسخ المسبات وبعدها اعتقلوني حيث لم يخبروني سبب الاعتقال ولا حقوقي كمعتقلة، أردت لبس جلبابي فدخلت معي المجندة ولم تسمح لي بلبس ملابسي كما يجب"

وأضافت،" اقتادوني الى جيب عسكري وبداخله قيدوني بأصفاد حديدية وبعدها نقلوني الى التحقيق بالمسكوبية، وبقيت هناك حوالي شهر كامل بالزنازين، ساعات التحقيق كانت بالبداية متواصلة فاحياناً يومين او ثلاثة، كانوا ينزلونني فقط أوقات الاكل للزنزانة لمدة لا تتعدى الخمس دقائق تقريباً ويعيدوني لغرفة التحقيق".

وأكملت في افادتها "كان التحقيق على مدار الساعة لدرجة انني كنت اغفو على كرسي التحقيق، كنت خلال التحقيق مقيدة للخلف بقيود حديدية حيث ان خلفية الكرسي يوجد قطعة بلاستيكية لربط القيود بها وهذه كان موضعها بأسفل الكرسي وتلامس اسفل ظهري والكرسي ثابت بالأرض مما سبب لي الاماً لا تحتمل والتي ما زلت اعاني منها لغاية، حيث انني للان اشعر ان منطقة اسفل ظهري وكأنه مخدرة".

وأفادت بأنها قبيل الاعتقال كنت قد وقعت وحوضي مكسور وقد أجريت عملية لإزالة الرحم والمبايض نتيجة أورام هناك، عانيت ايضاً من ورم بمنطقة الكبد ولكنني رفضت ان أتلقى الادوية الكيماوية ولجأت للعلاجات الطبيعية وايضاً تم استئصال الرحم والمبايض نتيجة أورام ويجب ان اخذ علاج هرموني لذلك وكنت اتعالج بمستشفى هداسا عين كارم".

وتوضح في التفاصيل، " بعد حوالي أسبوعين من اعتقالي وانا بتحقيق المسكوبية تم احضار زوجي للضغط علي من اجل سحب اعترافات كاذبة بالقوة، حيث تم تهديدي به عدة مرات وكانوا يسخرون منه، والتقليل من قيمته امامي واهانتنا، شعرت حينها بالضغط النفسي وبان زوجي سيصاب بالجلطة القلبية، كان المحققون ينهالون علي بالكلام البذيء مثل" حيوانة" " حمارة" " إرهابية وغيرها من الكلام البذيئ، كان وقع كلامهم صعب علي حيث ان تحطيم العظام كان اهون من التحطيم الذي حطموني به لفظياً، عنف كلامي لا يحتمل

بعدها تم تحويلي لعصافير عسقلان بعد ان اوهموني بأنهم سينقلونني الى المعبر، كان هناك عملاء وجواسيس، وضعوني بغرفة بقسم الشباب والجواسيس تروح وتجيء امام الغرفة وحاولا إيهامي بأنهم مقاومين وارادوا اخد معلومات منى وحين رفضت اعادوني مرة أخرى للتحقيق بالمسكوبية".

وتكمل " الظروف بعسقلان صعبة وباب الغرفة أوله وآخره من شبك وبالوسط حديد وكان من يمر امام الغرفة يستطيع رؤيتي مما اضطرني ان ابقى بملابسي والحجاب طوال الوقت على مدار الساعة ليلاً نهاراً، عند الحمام كنت اضع شرشف على باب الغرفة من فوق كي لا يروني الاسرى الجنائيين واخرج بسرعة لأزيله لئلا اعاقب حيث حذروني من ذلك".

" بالمسكوبية عانيت من ضغط نفسي كبير وعنف كلامي بالتحقيق وعندما صرخت عليهم نسبوا الي وصمة بانني خطيرة " ولذلك نقلوني الى زنزانة بها عدة كاميرات، وظروف الزنازين بالمسكوبية صعبة جداً، الزنزانة مليئة بالحشرات، الحيطان خشنة مليئة بالنتوء من الصعب الاتكاء عليها ولونها اسمنتي اسود تشبه القبر، اما الزنزانة التي بها كاميرات لونها ابيض لكن كان بها حشرات غير طبيعية وأول مرة اراها بحياتي، الاكل لا يؤكل وكنت بحاجة لاكل خاص بسبب وضعي الصحي فكنت احياناً ابقى بلا اكل حوالي 4 أيام".

وأضافت، " حقق معي عدد كبير من المحققين، وكان يصل عدد المحققين أحياناً الى تسعة محققين بنفس الغرفة وبنفس اللحظة ينهالوا علي بالأسئلة ويهاجموني، واحياناً كانوا يبسقون بوجهي، الأسلوب الذي تعمدوه كان مخزي ومقرف".

"بعدها تم نقلي لسجن الشارون، حيث مكثت حوالي 14 يوم بالمعبر هناك بسبب الكورونا، وهناك كانت ظروفي قاسية وسيئة جدا ولا توصف فمعبر الشارون يعتبر عملية اسقاط ممنهجة الأسيرات الامنيات بسبب وضعنا بقسم جنائي للرجال .

" بالإضافة لكل الظروف السيئة أعلاه فمعبر الشارون يعتبر عزل وظروف حرمان كاملة حيث كنا بدون أدوات كهربائية، بقيت هناك 14 يوم بمعبر الشارون وهي كانت بالنسبة لي عبارة عن 14 سنة، حيث ان الاهانات والتحرش اللفظي الذي تعرضنا له بمعبر الشارون كان أصعب من ظروف االتحقيق، بعدها تم نقلي الى سجن الدامون والذي ما زلت به لليوم الحالي، أعاني من ألم في العظام وهشاشة، وحالتي الصحية متدهورة، وعندي كتلة على الأوتار الصوتية وعند النوم اكاد اختنق فاضطر النوم بطريقة شبه جالسة...  

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020