بعد أيام قليلة سيتوجه شيخ الأقصى رائد صلاح إلى إحدى بوابات سجون الاحتلال كي يقضي محكوميته الجديدة بالسجن لمدة 17 شهرا، وذلك بعد أن قررت محكمة الاحتلال العنصرية فترة سجنه ضمن ما عرف باسم "ملف الثوابت".
ولكن هذا الوضع برمته لا يعني شيئا للشيخ الذي كرّس حياته للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وفضح ممارسات الاحتلال فيه؛ كما عمل على تعزيز علاقة الفلسطينيين بمسجدهم وحثهم على ما يسميها عبادة الرباط فيه وشد الرحال إليه للوقوف صفا واحدا أمام مطامع الاحتلال والمستوطنين في مسرى رسول الله.
وتأتي هذه المحكومية الجديدة بعد سنوات من الاستهداف والتغييب والحبس المنزلي المشدد في محاولة لإبعاد الشيخ عن أحبائه من الفلسطينيين الذين يرونه قدوة في التصدي لمشاريع الاحتلال، فكان التغييب هو المقصد والغاية من قبل الكيان الصهيوني.
مراسل مكتب إعلام الأسرى وقبل أيام قليلة من بدء سجن الشيخ تمكن من الحديث معه وسؤاله حول قضية سجنه وتبعاتها..
وأكد الشيخ خلال اللقاء الخاص بأن الاحتلال يستهدفه شخصيا منذ سنوات طويلة ولكنه الآن يريد سجنه ضمن مخطط متكامل لإبعاده عن الساحة الفلسطينية وتحديدا عما يدور في الأقصى.
وأوضح بأن الاحتلال ومنذ اعتقاله عام 2016 وهو يخضعه للتحقيق المكثف ويكيل ضده الاتهامات الملفقة التي استقاها من خطب الشيخ وكلماته الاعتيادية خلال المناسبات المختلفة، مبينا بأنه عرف تماما أن تلك الاتهامات ليست إلا محاولة لإدانته في أمور لا تحمل الإدانة أصلا.
ولفت إلى أن ظروف اعتقاله وحبسه كانت سيئة للغاية في كل الأوقات حيث كان معزولا طيلة الوقت عن الأسرى الفلسطينيين وكان وحده في زنزانة ضيقة تفتقر لأدنى الظروف الإنسانية وصفها بالقبر.
وأشار إلى أن الاحتلال ركز مهمته على تثبيت إدانة الشيخ فيما سمي بملف الثوابت الذي سيتم حبسه عليه بعد أيام، لافتا إلى أنه لمس افتعال الاحتلال لتهم عديدة عام 2017 منها التحريض على العنف.
وأضاف:" وصلت الأمور بالاحتلال إلى إدانة القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية وتحليل كلماتي وربطها وتفكيكها؛ كل ذلك من أجل اختراع تهم جديدة وسجني".
وعزا الشيخ ملاحقة الاحتلال له لعدة أسباب أبرزها استهداف أي شخصية تقوم بالدفاع عن الأقصى، وكذلك تجريم عبادة الرباط وشد الرحال للمسجد وتخويف وترهيب أي شخص يقوم بها من الرجال أو النساء.
ووصف الشيخ حالة تكميم الأفواه التي تفرضها سلطات الاحتلال بأنها محاولة فاشلة لعزله عن مجريات الساحة الفلسطينية بكل مكوناتها، حيث تعرض للمنع من الحديث مع وسائل الإعلام لفترة طويلة وبالتالي إبعاده عن قضية القدس والأقصى.
وأضاف:" رغم كل ما فعلوه وسيفعلوه إلا أننا بفضل الله ومنته علينا ما زلنا أقوياء ومنتصرين لقضيتنا وثوابتنا وهويتنا العربية الإسلامية".
وخلال حديثه تطرق الشيخ لقضية محاولات الاحتلال المستمرة للسيطرة على أجزاء من المسجد الأقصى المبارك وتحديدا منطقة مصلى باب الرحمة والجزء الشرقي من المسجد، حيث أكد أن كل محاولات الاحتلال هذه ستبوء بالفشل أمام ثبات وصمود الفلسطينيين المدافعين عن المسجد.
وشدد على ضرورة وضع خطة عملية متكاملة تشمل الكل الفلسطيني من أجل التصدي لخطورة مشاريع الاحتلال في القدس، مبينا أنها عبارة عن رؤية استراتيجية شاملة من شأنها أن تكف يد الاحتلال عن المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى.
ودعا الشيخ في ختام حديثه أهالي الداخل المحتل والمدينة المقدسة والضفة الغربية وقطاع غزة إلى التكاتف وتوحيد الخطاب في وجه الاحتلال من أجل التغلب على مخططاته والانتصار للقضايا الفلسطينية.