رام الله – إعلام الأسرى
حذرت عدة مؤسسات حقوقية ومختصة بشئون الأسرى من انتشار فيروس كورونا في السجون نتيجة استهتار الاحتلال بحياة الأسرى، وطالبوا بضرورة التدخل العاجل للإفراج عن الأسير المريض بالسرطان وكورونا "كمال أبو وعر".
وقالت المؤسسات التي تضم (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير، والهيئة العليا، ومركز حريات) في مؤتمر صحفي لها اليوم الخميس الموافق 16/7/2020 أن الاحتلال وعلى الرغم من هذه الجائحة وهذا التحدي الكبير الذي يتعرض له العالم، استمرت في سياساتها التنكيلية الممنهجة ضد الأسرى مما يعرض حياتهم للخطر الشديد، وخاصة المرضى منهم وكبار السن .
من جانبه قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين " قدري أبو بكر"، أن أوضاع الأسرى تتجه نحو الأسوأ خاصة مع إصابة الأسير المريض بالسرطان كمال أبو وعر بالفيروس، موضحاً أنه أُصيب بسرطان الحنجرة منذ أواخر العام 2019، وفي الشهور القليلة الماضية تفاقم وضعه الصحي، مع ازدياد حجم الورم، وقبل أيام نقل من سجن "جلبوع" إلى مستشفى "العفولة" وأُخذت له فحوصات وتبين انه مصاب بكورونا .
ولفت أبو بكر إلى حالة الأسيرين محمد صلاح الدين الذي تبين إصابته بالسرطان في الأنسجة، والأسير نضال أبو عاهور الذي اكتشفت إصابته بالسرطان، مؤكداً على أن هناك جهود قانونية من أجل الإفراج عنهما، إلى جانب مجموعة من الأسرى المرضى الذين يعانون من السرطان ومنهم كذلك الأسير موفق العروق.
قدورة فارس رئيس نادي الأسير قال، "إن دولة الاحتلال تخاطر بحياة الفلسطينيين عبر استمرار حملات الاعتقال التي تنفذها على الرغم من الإعلان عن إصابة الآلاف من جنودها وسجانيها بالفيروس."
وتابع فارس "أن الوضع الصحي للأسير أبو وعر وقبل الجائحة كان مصنف على أنه خطير، واليوم يواجه إضافة إلى السرطان، إصابته بالفيروس، ونحن حتى الآن لا نعلم مصدر إصابته، لافتاً إلى أنه وحينما كان يُصاب الأسرى ببعض الأمراض المعدية كان المرض ينتشر بسرعة كبيرة، بسبب ضيق المساحات واكتظاظها."
فيما وجه رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، عدة رسائل دعا خلالها الحركة الأسيرة بوحدة العمل والكلمة كصمام أمان في مواجهة إجراءات الاحتلال، ورسالة أخرى إلى أبناء الشعب الفلسطيني وكافة المستويات بأن يكون هناك تحرك لإسناد للحركة الأسيرة، خاصة في ظل ما شهده الحراك من تراجع مع انتشار الوباء، كما وجدد مطالبته للعالم بضرورة التحرك لإنقاذ الأسرى، لاسيما المرضى منهم، وتوفير الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية الأسرى من الوباء.
وفي كلمة لمحامية مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان ورعاية الأسير، تالا ناصر قالت: "أنه لاشك أن سلطات الاحتلال استغلت الحالة العامة الصحية بعد تفشي فيروس "كورونا" من خلال التضييق على الأسرى والأسيرات عبر عدة إجراءات، والتي مست بشكل أساس حقوقهم الأساسية، ومنها منع المحامين من زيارة المعتقلين، الأمر الذي مس بشكل أساسي حق المعتقلين بتلقي الاستشارة القانونية، والتي أصبحت تتم عبر الهاتف، وبالتالي فقدت سريتها باستخدام الهاتف، وعلى الرغم من مطالبات الأسرى ومع توقف زيارات عائلاتهم، بتوفير هواتف عمومية للتواصل مع عائلاتهم إلا أن ذلك لم يحصل حتى الآن."
وأشارت ناصر إلى أن سلطات الاحتلال تناقش تحويل إجراءات الاحتلال إلى قانون مؤقت لمدة سنة، وهذا يعني أنه لن يكون هناك زيارات بشكل دوري للأسرى من قبل محاميهم، ويعني أيضاً أنه يمكن "لمصلحة السجون" أن تحدد عدد الأسرى المنوي زياراتهم من قبل المحامين، وتحديد مدة الزيارة لكل أسير، ويمكن لإدارة السجون أن تلغي هذه الزيارة، وهذا كله يؤكد أن سلطات الاحتلال تستغل الظرف الاستثنائي الذي نمر به لفرض المزيد من إجراءات التضييق، كما أن هذه الإجراءات تندرج ضمن العقوبات الجماعية."
بينما قال مدير مركز الدفاع عن الحريات "حريات" حلمي الأعرج، إننا اليوم ننقل للعالم أجمع، وللأمم المتحدة وأمينها ولمنظمة الصحة العالمية، ولمنظمة العفو الدولية، والصليب الأحمر، ولكل أحرار العالم صرخة الأسير المريض كمال أبو وعر الذي يعاني من السرطان وإصابته بفيروس "كورونا"، ونداء أهله وشعبه والحركة الأسيرة عموماً، بأن يكون هناك تدخلاً عاجلاً ومسؤولاً لوقف هذه الجريمة الممنهجة التي ترتكبها دولة الاحتلال و"مصلحة سجونها".