برزت خلال الفترة الأخيرة تخوفات لدى عائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من إمكانية انتشار فيروس "كورونا" المستجد داخل السجون خاصة وأنها مكتظة بالأسرى وغير مهيأة صحياً ولا طبياً ويعيشون فيها واقعاً قاسياً في ظل انعدام أدنى متطلبات الحياة اليومية .
وبدأ القلق واضحاً لدى الفلسطينيين من إمكانية انتشار الفيروس الذي سجل في مدينتي بيت لحم وطولكرم حتى الآن، حيث سبق وانتشر الفيروس بشكل كبير ومتسارع في دولة الاحتلال .
ويوضح رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب بأن حالة القلق اليومية لدى عائلات الأسرى في ازدياد؛ حيث يتخوفون من وصول الفيروس إلى السجون المعروفة بانعدام أنظمة السلامة والوقاية منها.
ويقول لـ مكتب إعلام الأسرى إن أهالي أسرى القدس الذين تمكنوا من زيارة أبنائهم يومي الأحد والإثنين الماضيين خضعوا لمعاملة سيئة من قبل إدارة السجون تحت حجة التأكد من عدم حملهم للفايروس.
ويضيف:" قام الجنود بتوقيع الأهالي على أوراق لا يعرفون فحواها وإخضاعهم لأسئلة تحقيق إذا كانوا زاروا مدنا بالضفة المحتلة أو عائدين من السفر بالخارج، كما تعرضوا خلال ذلك لمعاملة سيئة ما زاد في قلقهم حول وصول الفايروس إلى أبنائهم في السجون".
ويؤكد أبو عصب بأن التخوف لدى الأهالي منطقي خاصة وأن سجون الاحتلال تفتقر لمقومات السلامة والوقاية العامة؛ كما أنها تعتبر بؤرا للإهمال الطبي الذي يفتك بأرواح الأسرى ويودعون جراءه شهداء بين الحين الآخر.
ويعتبر الفلسطينيون أن واقع السجون الصهيونية مهيأ لانتشار هذا الفيروس خاصة في ظل اكتظاظ الأعداد في سجون ضيقة للغاية والطعام السيء الذي يقدم لهم وطبيعة بناء السجون الذي تنتشر فيه الحشرات والرطوبة وتنعدم فيه أشعة الشمس.
"محاولات طمأنة"
وفي الوقت ذاته يؤكد أسرى محررون وأطباء بأن الأسرى ورغم ظروف اعتقالهم السيئة إلا أنهم بعيدون نسبيا عن احتمالية انتشار المرض، كونهم معزولون عن العالم الخارجي .
ويقول الطبيب المحرر سمير القاضي لـ مكتب إعلام الأسرى إن فيروس الكورونا ينتقل بالرذاذ وليس عن طريق الهواء وهو ما يجعل الأسرى بعيدين عنه إلا إذا لامسوا شخصا مصابا .
ويوضح بأن الأسرى من خلال تواجدهم في السجون الصهيونية معزولون عن الفيروس ولكن يجب عليهم الحفاظ على إجراءات الوقاية اللازمة وهي النظافة الشخصية والاغتسال بالماء البارد والحفاظ على الوضوء والصلاة وقيام الليل.
كما أوصى الطبيب القاضي بالإكثار من الفاكهة والخضروات رغم أنها تقدم لهم بكميات قليلة وتكاد تكون معدومة في السجون .
ويشير القاضي إلى أن طمأنة عائلات الأسرى واجب حيث أنهم بعيدين عن رقعة انتشار الفيروس ولكن من الواجب كذلك تعريفهم بطرق الوقاية منه .
ويضيف:" المدخل الوحيد للفيروس هو اختلاط الأسرى بمن يخرج للعيادات أو البوسطة أو السجانين الذين قد يحملونه من شخص مصاب، وهذا الأمر يجب أن يتنبهوا له جيدا بالحفاظ على النظافة والتهوية".