مع حلول الذكرى السنوية الأولى لعملية حد السيف التي استطاعت من خلالها المقاومة إفشال وحدة النخبة المعروفة بجوالة الليل التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية والقضاء على قائدها وجرح نائبه والاستيلاء على معدات عسكرية خطيرة، هذه الذكرى كانت في منازل عائلات الأسرى بمثابة عيد لهم فكلما كانت المقاومة قوية كلما اقترب تحرير الأسرى من باستيلات الاحتلال ومدافن الأحياء.
حور (16عاماً) ابنة الأسير القسامي رائد حوتري المحكوم 23 مؤبداً والمعتقل منذ عام 2003م من قبل وحدة خاصة تقول:" والدي اعتقلته قوة صهيونية خاصة وحاولت إعدامه وأصيب بشظايا الرصاص المتناثر حوله وتم الاعتداء عليه من قبل الطبيب الصهيوني بعد اعتقاله".
وتضيف عندما شاهدت ما جرى لوحدة النخبة في غزة من قبل المقاومة أثلج صدري هذا المشهد، فهم انتقموا لكل آهات الأسرى الذين يعيشون حياة قاسية داخل السجون فالاحتلال لا يتركنا بدون اقتحام وتخويف، فقبل أكثر من ثلاثة أشهر اقتحموا منزلنا وصادروا مبلغاً من المال وهو مصروفنا اليومي وصادروا مركبة والدتي التي تتنقل بها من البيت إلى المدرسة وعلى الجامعة حيث تكمل الدكتوراة ".
الحاج المربي محمود عفانه والد الأسيرين الدكتور محمد سامح عفانه وميسرة عفانه يقول :" كل فلسطيني من حقه أن يفرح أن لديه مقاومة تؤذي الاحتلال في مقلته ، فوحدة النخبة مدربة ودخلت بهدف زرع أجهزة تنصت ومن حق المقاومة أن تمنع هذا التسلل ، وأنا كوالد أسيرين اعتبر هذه العملية هدية لنا كعائلات أسرى التي اقتحمت قوات الاحتلال منازلنا واختطفت اولادنا ووضعتهم في سجون عنصرية ، فنحن نعيش الأمرين من اعتقال الأبناء وعزلهم ، وعندما تكون هناك عملية مثل حد السيف تردع الاحتلال ووحداته الخاصة التي من أهم أهدافها الإعدام ونشر القتل في صفوف الفلسطينيين الآمنين ".
ويتابع:" عمري 80 عاماً، ولم أرى مثل هذه العملية في قوة وبراعة القتال، فنحن أمام مشهد لا يتكرر إلا في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة ".
أم العبد زوجة الأسير لؤي فريج القابع في سجن مجدو والذي أمضى في اعتقالات سابقة 13 عاماً، ومعتقل هذه المرة منذ عام ونصف تقول:" كيف لا نفرح بعملية حد السيف، والاحتلال يمارس علينا الظلم والقهر والإذلال، فعند الاقتحام للمنزل اعتقال وعند زيارته إذلال وتفتيش وقهر، فعائلات الأسرى الأكثر استهدافا من قبل الاحتلال، ووحداته المختارة تمارس القتل بحق الشعب الفلسطيني".
وتضيف عملية حد السيف لها أبعاد نفسية على الشعب الفلسطيني فهي ترفع من معنوياته، وتزيد من أمله في تحرير الأسرى، فالاحتلال عندما يشاهد أمامه مقاومة قوية وقادرة على لجمه سيخضع عاجلا أم آجلا لشروطها في تحرير الأسرى تفاديا من تصعيد يخشاه في المستقبل ".