ما زالت قضية الأسرى الفلسطينيين هي الأولى على سلم الأولويات الفلسطينية والدولية رغم قلة الإمكانيات ومحاولة الاحتلال لجم الأصوات التي تخرج للدفاع عنهم، ولكن معاناتهم تفضح جرائمه وتجعل ملفهم يتربع على عرش الاهتمامات.
ولأن الاحتلال يسعى إلى تشويه صورة الأسرى في دول العالم خاصة الأوروبية منها تأسست بعض الهيئات بجهود مختلفة من أجل الدفاع عنهم والتصدي لهذا التشويه الممنهج؛ ومنها المبادرة الأوروبية للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين.
النشأة والهدف
ويقول المدير التنفيذي للمبادرة شادي لبد لـ مكتب إعلام الأسرى إن المبادرة تأسست في أبريل/ نيسان من عام 2017 انطلاقا من الحاجة لوجود إطار يدافع عن الأسرى وينشر قضيتهم ويوسع حلقة التضامن معهم في ظل ما يعانونه في سجون الاحتلال.
ويوضح بأن المؤسسة هي مبادرة أوروبية تشارك فيها مؤسسات فلسطينية وعربية وأوروبية، من أجل حشد الشارع الأوروبي وفئات كبيرة منهم للتضامن والدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين وإشعار المجتمع الأوروبي خاصة والدولي عامة بالمسؤولية تجاه الأسرى الفلسطينيين وحقوقهم.
ويشير إلى أن الاحتلال عمل طوال السنوات الماضية على تشويه صورة الأسرى ونعتهم بالإرهابيين وسعى إلى تحويل قضيتهم إلى أمر هامشي ليش ذو اهتمام، ومن هنا كانت الحاجة لإنشاء إطار فلسطيني أوروبي دولي يعمل على تدويل قضيتهم والتعريف بقصصهم الحقيقية وبممارسات الاحتلال وانتهاكاته بحقهم.
ويضيف بأن المبادرة تتناول قضايا الأسرى جميعهم ولكنها تهتم بشكل خاص بقضايا الأسرى الأطفال والأسيرات والأسرى المرضى والأسرى المضربين، لما تتجاوزه معاناتهم من خطوط إنسانية عريضة يدافع عنها المجتمع الأوروبي بشكل دائم.
النشاطات والاستجابة
وتأخذ المبادرة على عاتقها تنظيم نشاطات دورية في غالبية الدول الأوروبية للمساهمة في التعريف بملف الأسرى مستعينة بصورهم وقصصهم الدامية.
ويوضح لبد بأن هذه النشاطات تتنوع لتشمل إقامة معارض رسومات متخصصة عن حياة الأسرى سواء كانوا من الأطفال أو الشيوخ أو المرضى أو النساء، وعرض مقاطع مصورة عن واقع الأسرى قانونياً وإنسانياً في وسائل الإعلام المختلفة.
ويشير إلى أن المبادرة تعمل بشكل دائم على تنظيم المحاضرات والندوات والمعارض في مختلف الأقطار الأوروبية للتعريف بقضية ومعاناة الأسرى، وتعكف على إنشاء مشاريع تضامنية للدفاع عن الأسرى وحقوقهم وتنظم حملات موسمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتفعيل قضية الدفاع عن حقوق الأسرى في السجون الصهيونية.
وحول تأثير تلك النشاطات في توعية الرأي العام الأوروبي يقول لبد:" نلمس ايجابية وتعاطفا حين نخاطب الأوروبيين بالطريقة التي يفهمونها وبالمفاهيم الإنسانية التي يدافعون عنها دائما، ونلمس تغييرا على الصعيد الشعبي في رؤيتهم للأسرى في ظل محاولات الاحتلال لتشويه صورتهم، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت لأن الاحتلال عمل على هذا الملف طويلا ضد المعتقلين".
ويشير إلى أن هناك صعوبة في طرح ملف الأسرى على السياسيين الأوروبيين بسبب التعقيدات القانونية التي يغلفها الاحتلال لقضاياهم، مبينا بأن المبادرة تقوم دائما بالتواصل والتنسيق مع المؤسسات الحقوقية والإنسانية المختلفة من أجل العمل بشكل موحد ومنظم للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين وإخراج معاناتهم من عتمة الزنازين إلى فضاء العالم كي يشعر بها كل من يتبنى العمل الإنساني.
وضمن ما تقوم به المبادرة نظمت مؤخرا معرض صور للأسرى وخاصة الأطفال منهم خلال فعالية تضامنية في الدنمارك، حيث تحاول إبراز معاناة الأطفال الأسرى وتأثير الاعتقال على وضعهم النفسي حتى بعد الإفراج.