تتجد معاناة عميدة الأسيرات ياسمين تيسير عبد الرحمن شعبان (35عاماً) من سكان قرية الجلمة، قضاء مدينة جنين، مع قدوم شهر رمضان المبارك، فهي لم تجتمع بأبنائها الأربعة على مائدة الإفطار منذ خمس سنوات بشكل متواصل.
مكتب إعلام الأسرى يسلط الضوء على معاناة الأسيرة شعبان، فمشهد اعتقالها لا يزال ماثلاً في أذهان أبنائها الأربعة منذ اعتقالها قبل أربع سنوات ونصف، فقد اقتحم العشرات من جنود الاحتلال المقنعين والمدججين بالسلاح رفقة الكلاب البوليسية منزلهم بعد منتصف الليل بشكل همجي، وكان أطفالها يصرخون من الخوف، وقام الجنود بانتزاع والدتهم منهم دون رحمة، وحرموهم من حنانها لسنوات طويلة، ومن الاجتماع معها على مائدة الإفطار للمرة الخامسة على التوالي.
الأسيرة ياسمين شعبان اعتقلت بتاريخ 3/11/2014، بعد أن اتهمها الاحتلال بالاشتراك مع مجموعة من ستة أشخاص بمحاولة تنفيذ عملية استشهادية، وبعد التحقيق معها لأكثر من أسبوعين جرى نقلها لسجن هشارون، وبعد تأجيل محاكمتها 15 مرة، أصدرت محكمة سالم العسكرية بحقها حكماً بالسجن الفعلي مدة خمس سنوات، أمضت منها حتى الآن ما يزيد عن أربع سنوات ونصف، ومن المتوقع تحررها بعد أشهر قليلة.
مكتب إعلام الأسرى أوضح بأن الأسيرة ياسمين شعبان تسلمت راية عميدة الأسيرات الفلسطينيات، وأصبحت أقدم الأسيرات في سجون الاحتلال قبل عامين، وهي تعاني من مشاكل صحية متعددة أبرزها ضيق بالنفس(الربو) ومشاكل في الغدد، ولا يقدم لها علاج مناسب لحالتها المرضية، وتتفاقم معاناتها نتيجة ظروف السجن السيئة، وسوء التهوية في الغرف، وخاصة بعد نقل الأسيرات لسجن الدامون.
وقد تعرضت الأسيرة شعبان خلال سنوات اعتقالها للعديد من العقوبات والتنكيل والتضييق على يد إدارة السجون، لأنها تدافع عن حقوق الأسيرات، وتتصدى لإجراءات الإدارة القمعية بحقهن، حيث عزلت مرتين، وحرمت من الزيارة لمدة شهر.
شهر رمضان يجدد الحزن والحنين في نفس الأسيرة شعبان عندما تتذكر وتتخيل أبنائها وهم يجتمعون حول مائدة الإفطار لوحدهم دونها، ويتذكروا الأيام الماضية عندما كانت بينهم، وتعد لهم كل أصناف الطعام التي يحبونها، ورغم ذك يعيش أبنائها على أمل فرحة الاجتماع مع والدتهم مرة أخرى، ويعدون الأيام لحين انتهاء حكمها وإطلاق سراحها لتعود البهجة لشهر رمضان، ولحياتهم كلها، والتي فقدوها منذ سنوات بغيابها عنهم.