لا تستسلم زوجات وأمهات الأسرى لأحكام محاكم الاحتلال الظالمة بحق الأزواج والأبناء، فهناك إرادة حديدية لديهن تجعلهن يتقنَّ فن صناعة الفرح رغم جرح الأسر الغائر، زوجة الأسير علي القيسي من سكان مدينة جنين، أم المجد تتحدث عن طقوس شهر رمضان الحالي، وزوجها يقبع في سجن النقب، ومضى على حكمه أكثر من 16 عاماً يتنقل بين سجن وأخر.
الأسير علي القيسي ترعرع في قرية زبوبا قضاء مدينة جنين، وهو محكوم بالسجن مدة 21 عاماً، ومعتقل بتاريخ 30/10/2003، وأنجب طفلاً في عام 2017، من خلال النطف المهربة، وأطلق عليه اسم غيث.
تقول زوجته أم المجد لمكتب إعلام الأسرى" نحن في شهر رمضان وباقي المناسبات نظهر الفرح والسعادة والسرور، كي لا ينجح الاحتلال في رسالته اتجاه عائلات الأسرى، نحن نفرح كي يفهم الاحتلال أن الأسر رغم وجعه وألمه إلا أنه لا يمنعنا من إظهار الفرحة في كل مناسبة تحل علينا، وفي شهر رمضان نجتمع على مائدة الإفطار نتوحد بدعاءٍ واحد لتحرر زوجي ومن معه من خلف القضبان، ويكون منظر أولادي حول المائدة في غاية الجمال، فالكل يرفع أكفه إلى السماء غايته أن يكون رب الأسرة بيننا".
تضيف أم المجد" كان اعتقال زوجي في شهر رمضان بتاريخ 30/10/2003، وبعد إخضاعه للتحقيق صدر بحقه الحكم القاسي بالسجن 21عاماً، ومنعنا من زيارته وكانت الزيارة مع الحظر الأمني تتم مرتين في العام، وأولادي كانوا يمنعون من زيارته، وفي عام 2017 أنجبت الطفل غيث عبر النطف المهربة، وكانت هذه الهدية بعد 14 عاماً من الأسر، بمثابة البشرى والسعادة المفقودة، وتغيرت أحوالنا بعد إنجاب غيث الذي أضاف في حياتنا شيئاً جديداً، ومنع الاحتلال غيث من زيارة والده إلا بعد عام، وكي لا ينسى غيث صورة والده أعرضها صورةً له أمامه باستمرار حتى يتذكره في محطة الحرية القادمة".
تتحدث أم المجد عن حياة زوجها قبل اعتقاله، والتي استمرت أربعة سنوات، تقول" كان زوجي يشاركني مع أطفالي كل تفاصيل الحياة، وفي كل المحطات، وفي شهر رمضان كان يساعدنا في تجهيز وجبتي السحور والإفطار، وفي يوم العيد يتوجه إلى الصلاة، وعند العودة يدخل علينا السرور والمعايدة التي افتقدناها منذ أكثر من 16 عاماً منذ اعتقاله".
تختم أم المجد حديثها بالقول" لن نركع ونرفع الراية البيضاء، ونحن نفخر كعائلة بزوجي الأسير علي القيسي، وسنفرح في رمضان والعيد، ولن يستطيع الاحتلال أسرنا بأسر زوجي، وتقييدنا بتقييده".