يعيش الفلسطينيون في ظل الاحتلال وطأة الأسر بكافة شرائحهم، ففي ظل الحملات اليومية للاعتقال لا أحد مستثنى، لذلك فإن زوج الأسيرة الكاتبة لمى خاطر، حازم الفاخوري من سكان مدينة الخليل تجمع مع أزواج أسيرات مدينة الخليل وأبنائهن لالتقاط صورة جماعية، قبل صعودهم الحافلة لزيارة الزوجات الأسيرات في سجن الدامون.
يروي الفاخوري تفاصيل الزيارة، يقول" توجهت صباح الأربعاء أنا ود.زين الدين العواودة زوج الأسيرة سونيا الحموري، وسعيد أبو سنينة زوج الأسيرة صفاء أبو سنينة، وحسام العويوي زوج الأسيرة سوزان العويوي، مع الأبناء في رحلةٍ قاسيةٍ على القلب، فظلم الاحتلال لا يفرق بين فلسطينيٍ وآخر".
يعلّق الفاخوي على حال الزيارة فيقول" في السابق كانت الزوجة والأولاد هم من يزورون الزوج والأب الأسير، ولكن مع تعاظم بطش الاحتلال وجهاز مخابراته انقلبت الصورة، فالزوجة أسيرة والزوج والأبناء يقومون بدور الزائر، وهذه الصورة النمطية مؤلمة على النفس وعلى كل أفراد العائلة".
بعد خروجه من الزيارة أوضح الفاخوري بأن زيارته لزوجته هذه المرة كانت مؤلمة؛ لأنها جاءت بعد عقوبة الحرمان من الزيارة على يد إدارة السجون كعقاب للأسيرات وبسبب حلول الأعياد اليهودية، يقول" أخبرتني زوجتي أن الأسيرات اعتصمن داخل السجن، ورفضن الدخول إلى الغرف بسبب عقوبة الحرمان من الزيارة، ما دفع إدارة السجن إلى التراجع عن قرارها".
يتحدث الفاخوري عن آثار اعتقال الزوجة فيقول" يترتب على هذا أعباء نفسية على الزوج والأولاد، فأنا أقوم بدور مزدوج كأب وكأم، فعلى سبيل المثال قبل الزيارة مرض طفلي الصغير يحيى، وابنتي بيسان التي ترعاه وأنا في عملي، وعندما عدت للبيت مرهقاً اضطرت للقيام بما هو واجب".
وحول اقتراب شهر رمضان، والزوجة في الأسر يقول الفاخوري" في الزيارة تم الحديث عن شهر رمضان وغياب الأسيرات عن المنازل، هن لم يفقدن الأمل من التحرر قبل رمضان، حتى لو كان ذلك حلماً، ومن حقهن أن يمتلكن أملاً متجدداً".
المحرر الأديب والكاتب وليد الهودلي، الذي أمضى أكثر من 14 عاماً أسيراً واعتقلت زوجته عدة سنوات يقول" الشعب الفلسطيني في ظاهرة الأسر قدم أعظم التضحيات الجسام، منها اعتقال الزوجات وأمهات الأبناء، والفراغ الذي تتركه الأم الأسيرة داخل الأسر لا يعوضه أي شخص، فالأمومة لا تعوض بالنسبة للأبناء، ولولا الرسالة العظيمة لتضحية الأسر لكانت النتائج كارثية".
يضيف الهودلي" مع ذلك فقد اعتاد الشعب الفلسطيني بطش الاحتلال، وأصبحت عملية التعويض عن فقدان الأم في الأسر، حركة طبيعية تقوم بها الخالة أو العمة أو الجدة أو البنت الكبيرة والزوج أيضاً، وهذا من إبداعات هذا الشعب الذي اعتقل أكثر من مليون معتقل منه منذ العام 1967".
يشير الهودلي إلى أن الزوجة والأم الأسيرة لها في حياة الفلسطينيين عدة مظاهر، أولاً أن التضحية في سبيل القضية الفلسطينية شملت جميع أفراد العائلة، وثانياً أن تجذر مفهوم التضحية في كافة شرائح المجمع الفلسطيني رسالة قوية للاحتلال بأن الراية البيضاء لن ترفع أبداً، مهما طالت اعتقالات الفئات والأشخاص.