لا ينتهي الأمر بعملية الاعتقال، تلك العبارة التي يتفق عليها معظم أهالي الأسرى التي ذاقت وما تزال ويلات ظلم الاحتلال في الضفة الغربية وهو يمعن بانتهاك الحرمات والاعتداء والتنكيل.
وتتعرض عائلات الأسرى لسلسلة عقوبات بعد اعتقال أبنائها تتنوع ما بين منع الزيارات أو التنكيل أثناءها؛ أو اقتحام منازلها بشكل دوري وهو ما يتم مع معظم العائلات مع تفتيش وحشي واستجواب لبعض أفراد العائلة.
اقتحام استفزازي
مخابرات الاحتلال تضع سياسات ممنهجة لتطبيقها على الفلسطينيين كي تكسر عزائمهم وتدفن فكرة المقاومة التي تنهي وجوده وكيانه، ومن ضمن تلك السياسات استهداف عائلات الأسرى بكل ما أوتيت من قوة.
وتقول عائلة الأسير المؤبد راغب عليوي من مدينة نابلس لـ مكتب إعلام الأسرى إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل الأسير عدة مرات منذ اعتقاله في أكتوبر من عام ٢٠١٥ بتهمة عضويته في الخلية القسامية التي نفذت عملية مقتل مستوطنين قرب مستوطنة "ايتمار" المقامة على أراضي مدينة نابلس في الأول من الشهر ذاته.
وتوضح العائلة بأن الاحتلال قام بإغلاق شقة الأسير بالأسمنت المسلح والتي كان يسكنها مع زوجته وطفله، ولكن حتى بعد ذلك اقتحم الجنود المنزل عدة مرات ليقوموا بتفتيش منزل ذويه أو اقتحام أجزاء من المنزل المغلق ومحيطه.
وتضيف:" الاحتلال يقتحم المنزل باستمرار كي يتأكد أننا لم نقم بأي بناء في المكان بعد إغلاقه، كما يحاول ترويع العائلة ويقوم بعمليات تفتيش استفزازية".
وتعتبر تلك واحدة من أهداف الاقتحامات، أن يقوم الجنود بمداهمة منزل أسير تم هدمه أو إغلاقه وذلك بحجة التأكد من أن عائلته لم تقم بإعادة بنائه أو استصلاح أجزاء منه، كي يضمن بقاء عقابه الجماعي على كل من له علاقة قرابة بالأسير.
اعتقال ومصادرة
أهداف أخرى تشملها حملات الاقتحام لمنازل الأسرى بينها اعتقال أفراد آخرين أو مصادرة مصروف البيت، وكلها تندرج في إطار التضييق الممنهج على عائلات الأسرى ومحاولة تخويفها.
وتقول زوجة الأسير القسامي جبر أبو عليا من قرية المغير شرق رام الله لـ مكتب إعلام الأسرى إن قوات الاحتلال تداهم بشكل مستمر منزله وتعيث فيه خرابا، حيث يقوم الجنود بعمليات تفتيش وحشية وترهيب للأطفال وتخريب للمحتويات، بينما تعرض أبناء الأسير للاعتقال عدة مرات خلال الاقتحامات المتتالية.
وتوضح بأن جنود الاحتلال عادة ما يقتحمون المنزل بالتزامن مع حملات اقتحام لمنازل أخرى في القرية، وفي إحدى المرات في أغسطس الماضي قاموا بمصادرة مبلغ من المال هو عبارة عن مصروف عائلي.
بدورها تقول والدة الشهيد أنس حماد من بلدة سلواد شرق رام الله لـ مكتب إعلام الأسرى إن قوات الاحتلال داهمت منزلها أثناء وجود زوجها في الأسر؛ وقام الجنود بعمليات تفتيش في أرجاء البيت والتواجد فيه لمجرد إثبات الوجود.
وتتابع:" قاموا باقتحام المنزل بأعداد كبيرة وتفتيش بعض الغرف ثم سألنا الجنود عدة أسئلة دون معنى محدد وكأنهم يحاولون تخويفنا، حيث أن اقتحام منزل أسير قد يعني للعائلة أكثر من شيء وبالتالي هم يحاولون ترهيبنا ليس أكثر".
وكان الاحتلال قبل عدة أيام أقدم على مصادرة مركبة الأسير أمير اشتية في مدينة نابلس علما أنه اعتقل في بداية العام الحالي وما زال يخضع للتحقيق، كما يقدم أحيانا على اصطحاب الأسرى معه خلال عملية الاقتحام بينما قد تشكل عمليات مداهمة أخرى مجرد تدريب للجنود في استباحة واضحة لحقوق الفلسطينيين حتى بنيل قسط من الراحة؛ لتظهر سياسة الاحتلال بكل أشكالها ترهيب ومصادرة واعتقال تحت حجج واهية.