أشاعت المشاهد العنصرية داخل محكمة عوفر العسكرية أثناء محاكمة والدة وشقيق الشهيد أشرف نعالوة الغضب في صفوف الفلسطينيين وخاصة عائلات الأسرى، حدث ذلك حين توجهت الخمسينية والدة الشهيد أشرف نعالوة، وفاء مهداوي، بفطرتها وأمومتها إلى ابنها الأسير أمجد نعالوة كي تصافحه، فمنعها أفراد حراسة المحكمة من مصافحته، ووجهوا لها أمراً بالجلوس.
لم يقتصر الأمر على منع الوالدة المكلومة من المصافحة فقط، بل كان هناك أحد المستوطنين وهو والد مستوطنة قتيلة في عملية أشرف في مصنع بركان يوجه الكلمات النابية إلى المعتقل وليد ووالدته وفاء بألفاظ تستفز المشاعر، وتخدش الحياء، ولم يحرك أحداً داخل المحكمة من قضاة وحراس ساكناً، في موافقة علنية على إهانة والدة وشقيق الشهيد أشرف نعالوة، بل وتم إجراء لقاء صحفي مع المستوطن الذي تهجم وتلفظ بألفاظ قذرة.
المحرر الأديب الكاتب وليد الهودلي وصف المشهد بالعنصري قائلاً" المحاكم العسكرية محطات لإهانة الأسرى وعائلاتهم، فالأسرى يقتادون إلى المحاكم العسكرية من سجونهم في رحلة طويلة تصل إلى أيام مروراً بما يسمى بالمعابر الأمنية حتى مكان المحكمة، حيث الإجراءات العنصرية من وضع في غرفة الانتظار "الامتنا" ثم دخول المحكمة مقيداً بالقدمين".
يوضح الهودلي بأن ما حصل مع والدة وشقيق الشهيد أشرف نعالوة مخطط له من قبل النيابة العسكرية، فقد تم إدخال المصورين الصحفيين لتصوير مشاهد الاعتداء اللفظي القذر على أسرى مقيدين لا حول لهم ولا قوة، حتى يتم بث هذه المشاهد عبر شاشات التلفزة الإسرائيلية ويتم التباهي أمام الجمهور الإسرائيلي بآلية التعامل مع الأسرى وإهانتهم ومنع الأم من مصافحة ابنها.
الصحفي سامي الساعي وصديق العائلة من مدينة طولكرم كان شاهداً على هذه الحادثة، وتحدث بالتفاصيل عنها وقال" توجهت مع عائلة نعالوة إلى محكمة عوفر لحضور محاكمة وجلسة الاستئناف لوالدة وشقيق الشهيد أشرف نعالوة، وقبل دخولنا المحكمة جاء ضابط عسكري يتحدث اللغة العربية وقال لنا: داخل المحكمة والد مستوطنة قُتلت في عملية أشرف وسيقوم بالتهجم والتلفظ بألفاظ نابية، وعليكم أن لا تردوا عليه، دعوه يتحدث ما يشاء وإذا تحدثتم معه سيتم إخراجكم من المحكمة".
يضيف الساعي"بالفعل تم إدخالنا إلى قاعة المحكمة، وقام المستوطن بالتهجم علينا بكلام نابي وساقط وقال لي بعد أن اعتقد أنني شقيق الشهيد بلغة التهديد "تذكرني جيداً سنلتقي في شويكة عن قريب"، وبعد دخول وفاء مهداوي والدة الشهيد، وأمجد شقيق الشهيد قام المستوطن وأخذ بالسب والشتم والتهديد، وعند دخول القاضي تم إسكاته، وبعد خروج القاضي عاد واستكمل مسلسل التهديد والوعيد والسب".
يتابع الصحفي الساعي"كان المشهد محضراً له بامتياز، فقد شاهدت القناة العاشرة الإسرائيلية وغيرها من القنوات التي كانت تحضر لهذا المشهد المرعب، وتم إجراء لقاء صحفي مصور مع المستوطن الحاقد الذي كان يرافقه محامي يضع على رأسه "الكيباه" ويوجه والد المستوطنة القتيلة".
يؤكد الصحفي الساعي على أن هذا المشهد يدلل بأن المحاكم الإسرائيلية هي محطة للابتزاز والتشهير بالأسرى والأسيرات، حيث يتم حراسة الذي يتهجم على الأسيرات والأسرى، بموافقة مسبقة من أمن المحكمة، فمن الذي أدخل المستوطن المتهجم وكاميرات التلفاز من أجل تصوير المشهد العنصري ضد عائلة هدم بيتها، وشردت، واعتقل معظم أفراد عائلتها.
الإعلامي المحرر د.أمين أبو وردة عقَّب على الحادثة بالقول" خلال فترة مكوثي في السجن في الاعتقال الإداري قمت بتوثيق ما يجري للأسرى في المحاكم العسكرية من إهانات من قبل وحدة النحشون ومن عائلات القتلى الإسرائيليين الذين يحضرون المحكمة بتشجيع من المخابرات الإسرائيلية؛ لإظهار أنهم ضحايا إرهاب، وأن الأسرى الفلسطينيين هم قتلة وليسوا أسرى قضية سياسية".
يضيف الإعلامي أبو وردة" ما جرى في محكمة عوفر يأتي في سياق الحرب النفسية على الأسرى وعائلاتهم وعلى قضيتهم، فلو تم مقارنة عدد من قتل من الإسرائيليين وما تم استهدافه من قبل جيش الاحتلال لكان الفارق بين السماء والأرض، فالمحاكم العسكرية تساوي بين الضحية والقاتل".
زوجة الأسير المنهدس عباس السيد المحكوم 35 مؤبداً من مدينة طولكرم، إخلاص صويص قالت" ما جرى في محكمة عوفر أمر مقزز، حيث يتم حماية المستوطنين المتهجمين من قبل القضاء الإسرائيلي، وهذا دليل على أن الفلسطينيين يعيشون تحت إرهاب مشرعن من أعلى سلطة في دولة الاحتلال، ولن يضر والدة الشهيد أشرف وشقيقه أمجد هذه الإهانة، فهم الأسياد والاحتلال والمستوطنين هم العبيد".