لا يقتصر استهداف المخابرات الصهيونية بحق الأسير بالاعتقال والتحقيق وإصدار الأحكام العالية، فهناك وسائل تتبعها من أجل تحطيم الأسير داخلياً، من خلال استهداف الزوجات بالاعتقال والاستجواب، حتى يتم تحطيم الدفاعات النفسية لهم وحتى ينهاروا.
فجر يوم الاثنين الماضي اعتقلت قوات الاحتلال المحامية بنان منصور، زوجة الأسير أمير اشتية لعدة ساعات في مركز حوارة جنوب نابلس، وتجرى حوار بينها وبين مخابرات الاحتلال مفاده بمحاولة إقناعها بترك زوجها.
أسرى محررون أكدوا في لقاءات معهم أن زوجة الأسير هي الحصن الحصين له بعد اعتقاله، ومن أساليب المخابرات القيام بزعزعة هذا الحصن، من خلال التلويح بالاعتقال أو الاستجواب لعدة ساعات والصراخ والتهديد.
المحررة منى أبو بكر السايح من مدينة نابلس، اعتقلت لمدة سبعة أشهر، وهي زوجة الأسير المريض بسام السائح، وتعتبر اعتقال الزوجة بمثابة انتقام مخابراتي من الأسير وعائلته، فهم يعلمون مدى أهمية الزوجة بالنسبة للأسير، فهي التي ترعى شؤون عائلته إذا كان لديه أولاد، كما أن صمودها يعزز من صموده، لذا يكون التهديد دائماً للأسير بإحضار الزوجة حتى يستجيب لهم ويدلي باعترافاته".
المحرر القيادي رأفت ناصيف من مدينة طولكرم، أمضى في السجون ما يقارب الخمسة سنوات، يقول" وسائل الضغط على الأسير كثيرة، منها دائرة الزوجة التي هي أكثر التصاقاً بالأسير، وهي من أهم الدفاعات التي يتسلح بها الأسير بعد الاعتقال، لذا يكون تسليط الضوء عليها على يد المخابرات الإسرائيلية، فتتعمد منع زيارة الزوجة للأسير حتى لا يكون هناك أي نوع من التواصل حتى لو كان من خلف ألواح زجاجية وبواسطة هاتف مراقب".
يضيف ناصيف"في أغلب الأحيان لا يعمل هذا الهاتف حتى بشكل جيد خلال الزيارة، وخلال فترة الاعتقال سمعت كثيراً من أسرى كيف تم التعامل مع زوجاتهم واعتقالهن وتهديدهن أمام أزواجهن الأسرى، فالاحتلال يسعى دوماً إلى تجسيد الانتكاسة النفسية لدى الأسير وإحضار الزوجة والأخت والأم إلى مراكز التحقيق".
كذلك فإن والدة الأسير سعيد ذياب، من قلقيلية، والمحكوم 27عاماً، المحررة كوثر نوفل، تم اعتقالها لمدة شهرين عام 2007 وإحضارها إلى مركز التحقيق؛ كي يشاهدها ابنها الأسير سعيد كي ينهار في التحقيق.
الجدير ذكره أن العديد من زوجات الأسرى وأمهاتهم يتم اعتقالهن أثناء الزيارة؛ للتنغيص على الأسير، وتفرض عليهنَّ غرامات مالية باهظة قبل الإفراج عنهن.