اعتُقل خلال العام الماضي قرابة 1000 طفل
إعلام الأسرى : الأطفال الأسرى ضحايا إرهاب الاحتلال
الأسرى الأطفال
إعلام الأسرى 

أكد مكتب إعلام الأسرى بأن حملات الاعتقال للأطفال الفلسطينيين لا زالت مستمرة بشكلٍ منهجي، فقد اعتقل الاحتلال خلال العام الماضي ما يقارب (1000) قاصر، بعضهم جرحى ومرضى وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.

وأوضح مكتب إعلام الأسرى بأن الأطفال الفلسطينيين هم ضحايا الإرهاب الصهيوني، والذي يعتبر اعتقالهم والتنكيل بهم أولوية لدى جنوده في الميدان، حيث يتعمدون ممارسة الانتهاكات بحق الأطفال منذ لحظة اعتقالهم، وذلك باستخدام الضرب المبرح، واصطحاب الكلاب البوليسية المتوحشة، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة بحقهم، وتهديدهم وترهيبهم، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، وإبقائهم دون طعام أو شراب لفترة طويلة.

الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، والتي شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم، وتوفير فرص النماء والنمو، وقيّدت هذه المواثيق سلب الأطفال حريتهم، وجعلت منه الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة.

ظروف الاعتقال

إعلام الأسرى يسلط الضوء على ظروف الأطفال القاسية في سجون الاحتلال، حيث يعاني الأطفال الأسرى والبالغ عددهم (250) أسيراً، وغالبيتهم يقبعون في سجني عوفر ومجدو، خاصة مع وجود عدد منهم في مراكز التوقيف والتحقيق، وجميعهم يعيشون ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال.

وبيّن إعلام الأسرى بأن الأطفال في الأسر يشتكون بشكل مستمر من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص الملابس خاصة في فصل الشتاء، وحرمانهم من زيارة أهاليهم، والاحتجاز مع جنائيين إسرائيليين، وتوجيه الإساءة اللفظية لهم، والإهانة والضرب والعزل، والعقوبات الجماعية.

الاحتلال يواصل انتهاكاته بحق الأطفال بما فيها فرض عقوبات متعددة بحقهم، في مقدمتها إصدار الأحكام القاسية، وكان أعلاها إصدار محكمة عوفر العسكرية حكماً بالسجن الفعلي لمدة 35 عاماً بحق الأسير الفتى الجريح أيهم باسم صباح(16عاماً) من رام الله، والذي اعتقل ولم يتجاوز عمره 14عاماً فقط، وذلك بعد إطلاق النار عليه، وإصابته بجراح.

كذلك يتم فرض عقوبة الحبس المنزلي والإبعاد بحق الأطفال الأسرى، حيث أصدر الاحتلال خلال العام الماضي العشرات من قرارات الإبعاد عن المنازل، وكذلك الحبس المنزليّ بحقّ القاصرين، وفرض الغرامات المالية الباهظة بحقهم، إلى جانب الأحكام الفعلية بالسجن، مما يشكل عبئاً كبيراً على ذويهم، حيث وصلت قيمة الغرامات المالية التي فرضت على الأطفال الأسرى في محكمة عوفر فقط خلال العام 2018 إلى حوالي مليون شيكل.

اعتقال أطفال جرحى

إعلام الأسرى أفاد بأن قوات الاحتلال واصلت اعتقال الأطفال بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجراح مختلفة، ونقلهم إلى التحقيق في ظروفٍ صعبة، حيث اعتقلت خلال العام الماضي (10) أطفال بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجراح، كما شارك أطباء الاحتلال في ابتزازهم لتقديم معلومات مقابل العلاج، ومن بينهم الطفل أحمد عيسى شلالدة(16عاماً) والذي اعتقل بعد إصابته بالرصاص الحي في الساق على مدخل بلدة بيت عينون في الخليل، والطفل أحمد زقزوق(14عاماً) وقد أصيب بالرصاص الحي على حاجز زعترة.

ويعاني ما لا يقل عن (40) أسيراً من أمراض مختلفة في سجون الاحتلال، في ظل عدم توفر الرعاية الصحية والعلاج الطبي المناسب لأمراضهم، وغالباً ما يقدم لهم أطباء السجون المسكنات (الأكمول) وهي العلاج لمختلف أنواع الأمراض، وكثيراً ما ترفض إدارة السجون إخراج الأطفال المرضى إلى عيادات السجن إلا بعد إلحاح شديد، إضافة إلى عدم توفير طبيب يتواجد بشكل دائم في عيادة السجن لعلاج الحالات الطارئة والمتابعة المستمرة والدورية للمرضى من الأطفال.

واتهم إعلام الأسرى الاحتلال بتعمد اعتقال الأطفال بشكل عنيف وقاسي وتعذيبهم منذ اللحظة الأولى للاعتقال، وذلك بهدف إرهابهم وتحقيق سياسة الردع، وتخويفهم من المشاركة في مقاومة الاحتلال وخلق جيل ضعيف، وتدمير مستقبلهم، حيث تقوم بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح فور اعتقالهم، وعلى المناطق العليا من الجسم لتحقيق أكبر قدر من الإصابات بهم، ثم تنقلهم في الآليات العسكرية تحت الضرب المستمر، حتى الوصول إلى مراكز التحقيق، وهناك يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب .

وبدوره طالب مكتب إعلام الأسرى المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته، وتطبيق الاتفاقيات الدولية على الجميع دون استثناء، وإلزام الاحتلال بوقف اللجوء لاعتقال الأطفال، وتوفير الحماية للأطفال الأسرى، ومعاملتهم حسب القانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020