في سجل العائلات الفلسطينية النضالي، يشكل تكرار الاعتقال محطةً موجعةً تتأجل معها كل الأفراح، وتنقلب بسببها الحياة رأساً على عقب، تماماً كما هي عائلة الأسيرين مهنا ومحمد زيود من قرية تعنك قضاء جنين، والتي تعيش أوضاعاً نفسية حزينة، فتعتصر الوالدة ألماً عند زيارتها الأبناء خلف القضبان.
الوالدة رحمة زيود، أم علاء، آثرت البدء بالحديث لمكتب إعلام الأسرى عن ابنها محمد الذي ما زال موقوفاً ومعتقلاً منذ مطلع العام 2016، تقول أم علاء" أثناء سفره إلى مدينة نابلس كان ينتظره حاجزٌ طيار ليعتقله الاحتلال وينقله إلى زنازين تحقيق الجلمة، ويقضي هناك مدة ثلاثة أشهر تعرض خلالها إلى تحقيقٍ قاسٍ على يد المخابرات، وقد تمكنا من رؤيته في محكمة سالم العسكرية بعد ثلاثة أشهر من اختطافه".
تضيف الوالدة المكلومة أم علاء" ابني الأسير الثاني مهنا معتقل منذ أكثر من 15 عاماً، وقسمت قلبي على أعتاب السجون فابني مهنا محكوم 25 عاماً، ومنذ التسعينيات وأنا على أعتاب السجون، وأتنقل من سجن إلى آخر".
بالنسبة لأم علاء فإن أبواب السجون وأماكن الزيارة فيها أصبحت جزءاً من حياتها تقول"نحفظها عن ظهر قلب، فعمليات نقلهم من سجن لآخر مستمرة حتى لا نشعر نحن كعائلة وهم كأسرى بالاستقرار، ففي كل عملية نقل لهم يتم نقل مشاعرنا وأحزاننا باتجاه السجن الجديد والتخوف من إجراءات عقابية إضافية، فسياسة كل سجن تختلف عن الآخر، كي يشعر الأسرى وعائلاتهم بنكبات ونكسات جديدة".
تعود الوالدة أم علاء للحديث عن ابنها الأسير محمد، تقول" محمد شخص عملي يهتم بعمله كثيراً وقد صدمنا عند اعتقاله، هو لا يتدخل في السياسة ولا ينتمِ للأحزاب، ومع ذلك كان الاعتقال له قاسياً ومؤلماً".
حتى الآن لا تعرف عائلة الأسير محمد زيود تهمته، ومحاكمته القادمة ستكون في الثالث عشر من كانون أول القادم، والترقب والخوف يسكن قلب عائلته، فهذه المحاكم لا ترحم، وهي أداة بيد المخابرات.
تختم أم علاء حديثها بالقول" هناك انتقام مخابراتي من العائلة منذ أمد بعيد، ولا نملك إلا الأمل حتى يتحقق الخلاص من الأسر للأسيرين مهنا ومحمد زيود وتعود الفرحة والبهجة إلى الدار، لقد غابت عنا الأفراح، واستبدلت بمواعيد زيارات السجون، حتى أن كل بوابة سجن لنا ذكريات مؤلمة معها".