"أود أن أخلق فضولاً لدى العالم للبحث عن الأسيرات المنسيات في سجون الاحتلال، وللتعريف بقضيتهن"، هكذا أوضحت الرسامة المغربية إلهام نزال سبب بدأها بمشروع أيقونة المقاومة القائم على إطلاق لوحة شخصية فنية لكل الأسيرات في سجون الاحتلال، مرفقةً بمعلومات توثيقية حول الأسيرة وقضيتها.
الرسامة نزال، زوجة المحرر محمد نجيب نزال (34عاماً) من سكان قباطية، قضاء مدينة جنين، والذي قضى في أسره 20 شهراً قبل أن ينال حريته نهاية شهر أغسطس من العام 2017، تركت كل همومها الشخصية وقرارات منع السفر بحق زوجها وضد حقه في أن يرى نجله محمود الذي قدم للحياة بعد اعتقاله وحرم منه إلا صوراً كانت أمه تبحث عن من يوصلها له في سجنه، مع كل تفاصيل جديدة في حياته، تركت كل ذلك لتنشر قضية الأسرى.
فمنذ قرابة 14 شهراً يحارب المحرر نزال وزوجته قرارت منع السفر حتى يتاح لهم أن يعيشوا في مكانٍ واحد، ويكملوا حقهم في الحياة، في ظل حريةٍ نالها غير أنه لا زال أسير بلاده، وأسير قرارتٍ يتعرض لها كل من يعتقل لدى الاحتلال في مدافن الأحياء.
تركت المغربية نزال كل هذه القضايا وسرقت نفسها قليلاً من ابنها محمود ومسؤوليتها لتشرع بتنفيذ ما سمته بأيقونة المقاومة، كعنوان هاشتاغ أطلقته للوحات لكل أسيرة تتواجد في سجون الاحتلال ترافقها معلومات تفصيلية عن ذكرى اعتقالها وحكمها ونشأتها.
تتحدث الرسامة إلهام نزال لمكتب إعلام الأسرى عن مشروعها أيقونة المقاومة فتقول"حتى الآن أنجزت ما يقارب ال15 لوحة للاسيرات، والهدف النهائي هو رسم كامل الأسيرات في سجون الاحتلال، حتى يعمم لقب أيقونة المقاومة على كافة الأسيرات".
تستغل الرسامة نزال كما تقول هاشتاغ أيقونة المقاومة لتعريف العالم بقضية كافة الأسيرات في الوقت الذي تنشره رفقة أسمائهن على مواقع ومحركات البحث العربية، يساعدها أنه هاشتاغ متداول عربياً، تقول نزال"أريد أن أرغم فضول الناس على إيجاد قصص الأسيرات المنسيات والقراءة عنهن".
توضح الرسامة نزال أن مشروعها انطلق بعد توجيه الإعلام والاهتمام لقضية أسيرة واحدة، ونسيان متعمد منهم لأسيرة أخرى خرجت من الأسر ولم تلق ذات الاهتمام، ولأسيرات أخريات كثر لا يتطرق الإعلام ولا المجتمع المحلي والعربي لعذابهن.
لا تنجز اللوحة للأسيرة نزال بالسهولة التي تبدو، فمع اهتمامها بصغيرها المحروم من والده منذ سنوات، يكون صعباً إنهاء اللوحة الواحدة خلال أقل من ساعتين، غير أنها تمكنت رغم ذلك من إنجاز لوحات للأسيرات ميسون جبالي، أمل طقاطقة، منار شويكي، نورهان عواد، حلوة حمامرة، نسرين أبو كميل، مرح باكير، روان أبو زيادة، ياسمين شعبان، إسراء جعابيص.
تؤكد الرسامة نزال على أن رسالتها من خلال هكذا مشروع هي أن الاهتمام بالأسيرات يوصل صوتهن للعالم، لكن الأفضل الانتباه لكل لمن تفنين أعمارهن بعيداً عن أهلهن وأولادهن، مشيرةً إلى أن لقب أيقون المقاومة لا يخص أسيرة بعينها بقدر أنه يعمم على كافة الأسيرات، دون النظر لحكمها أو شكلها أو أي أمر آخر.