لا تغفل عائلات الأسرى عن البحث عن أي ذكرياتٍ من الممكن أن تسعد قلوبهم قليلاً وتخفف وطأة مدافن الأحياء على أبنائهم، وذات الوقت تتحدى فيها سجون الاحتلال وأوامره، فعائلة الأسير محمد فؤاد خالد واكد(42عاماً)من سكان قرية العرقة، قضاء مدينة جنين، استغلت محطة عيد ميلاد نجلها الأسير ال42 لتستبشر بالفرج القريب له ولهم.
الاحتلال اعتقل الأسير محمد واكد بتاريخ 1/11/2002، وأصدر بحقه حكماً يقضي بالسجن الفعلي مدة 32 عاماً، تقول ابنة أخت الأسير محمد واكد، دارين، لمكتب إعلام الأسرى"خالي الأسير مثال للتضحية، وإحياء عيد الميلاد في غيابه في غياهب السجون له معنى حقيقي، وهو أن السجن والعزل والغياب لا يجعل الأسير بعيداً عن أهله وعائلته، فإحياء عيد الميلاد ال42 يعني أننا نعتبره بيننا، على الرغم من قيود السجن والسجان والعزل والحرمان".
تضيف دارين"في عيد ميلاده استذكرنا شريط الذكريات معه، فقد تحول الاحتفال إلى لقاء جماعي بالدعاء له وللأسرى بالفرج العاجل وتنسم عبق الحرية، فهذه المحطة بعثت لدينا مشاعر بقرب التحرر من مدافن الأحياء".
الأسير محمد واكد استطاع أن ينتزع النجاح، ويحصل على درجة البكالوريوس من داخل الأسر، وقد صمم أيضاً على الحصول على درجة الماجستير في العلوم السياسية، ورغم كل منغصات السجن والسجان إلا أنه انتزع حقه.
تستذكر دارين لحظات اعتقال خالها، تصف ذلك اليوم فتقول"أتذكر عندما تسلل إلى البيت ليطمئن على العائلة وكانت له المخابرات الصهيونية والقوات الخاصة بالمرصاد، وألقي القبض عليه بعد مطاردة لمدة عام ونصف، وبعدها صدر بحقه حكم السجن الفعلي مدة 32عاماً، وكانت جدتي المريضة تحصي الدقائق بين الزيارة والزيارة له، ولم تنقطع عن الزيارة حتى وافتها المنية بتاريخ 12/10/2011، وكانت هذه الصدمة القاسية لخالي الأسير الذي كان يعتبر جدتي من أركان صموده وقوته داخل الأسر".
تنهي دارين حديثها بالقول"خالي تعرض إلى صدمة استشهاد ابن خالتنا الشهيد فؤاد واكد، إضافة إلى اعتداء السجانين عليه، وفقدانه السمع فترة طويلة، وعودته بعد عناء طويل، وإننا في عيد ميلاده ال42 نبرق له أمنياتنا بالتحرر، وأن يكون عيد الميلاد القادم له خارج أسوار السجن بين الأهل والأحبة".