الشهيد محمد الريماوي : شاهدٌ على همجية الجنود بحق الأسرى لحظة الاعتقال
الشهيد محمد الريماوي
إعلام الأسرى 

الاستهانة بالإنسانية حالة عامة لدى جنود الاحتلال الذين يستهدفون الفلسطينيين في منازلهم بالاعتقال وبشكلٍ يومي، الشهيد المعتقل محمد الريماوي استشهد صباح الثلاثاء بدمٍ بارد على يد جنودٍ اعتدوا عليه داخل منزله في غرفة النوم واقتادوه وهو مصاب وثم أعلنوا عن استشهاده، فكان رد فعل الاحتلال أنه ينوي فتح تحقيقٍ في الحادث، وأصبح الريماوي الشهيد رقم 217 في صفوف الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال.

المحرر وليد الهودلي من سكان البيرة والذي أمضى 15 عاماً داخل الأسر قال في حديثٍ له لمكتب إعلام الأسرى"نحن أمام جرائم ترتكب بحق المعتقلين والأسرى بشكل يومي، ففي كل يوم يعلن الناطق باسم جيش الاحتلال عن اعتقال العديد من الفلسطينيين، فمتوسط المعتقلين الشهري يبلغ قرابة 400 معتقل من ضمنهم أطفال ونساء ومرضى".

يضيف الهودلي"تتم عملية الاعتقال في أغلب الأحيان بشكلٍ وحشي، وهناك اعتداءات متكررة على كل معتقل بالضرب بالأيدي والركل والسحل قبل وصوله لمركز التوقيف".

لا محاسب

زوجة أقدم أسير فلسطيني الأسير نائل البرغوثي، المحررة إيمان عامر قالت في اتصالٍ معها"جنود الاحتلال قبل قدومهم لاعتقال الفلسطيني يكون لديهم قرار الاعتداء والضرب والإهانة، فالشهيد محمد الريماوي جرى الاعتداء عليه في غرفة نومه، ولم يتم مراعاة أنه مصاب سابق، وأخرجوه عارياً".

وأضافت عامر"لا يوجد من يحاسب الجنود كما حدث مع الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل، ولو كانت هناك ضغوط دولية على هذا الجيش الذي يمارس الإرهاب المنظم لما تمادى الجنود في سفك دم الفلسطيني داخل منزله، وعلى السلطة الفلسطينية وكل الجهات ذات العلاقة رفع شكاوى ضد قادة جيش الاحتلال حتى يحاكموا على جرائمهم اليومية".

تتابع زوجة الأسير البرغوثي"أنا كزوجة أقدم أسير، وعشت الأسر عشر سنوات أخشى على الأسرى من إعدامات تقوم بها وحدات القمع، فلا فرق بين من يعتقل من داخل المنزل وبين من هو قابع في سجنه، وهناك 215 أسيراً شهيداً في سجون الاحتلال سبقوا الشهيد محمد الريماوي، والرقم في تزايد مستمر جراء استمرار الاحتلال في جرائمه".

دون ضمير

الإعلامي وديع عواودة من الداخل الفلسطيني عام 48 يقول في تعقيبه على جريمة إعدام الشهيد المعتقل محمد الريماوي، في اتصالٍ معه"من يقتل بالجملة دون أن يرمش له جفن يقتل بالمفرق دون وازع ضمير وأخلاق، حتى لو صدقت مزاعم جيش الاحتلال بأنه لم يضرب الشهيد محمد الريماوي، فسيبقى دمه بأعناق الجنود الذين اقتحموا عليه غرفة نومه في عتمة الليل، وهي جريمة من أصدروا التعليمات بالملاحقة والمداهمة لمنازل آمنة".

يضيف عواودة"هذه الجريمة وسابقاتها وتابعاتها لبأنها تعكس بلادة إسرائيل وشيطنة قادتها في تعاملهم مع الفلسطينيين، فحتى لو استكان الفلسطيني داخل منزله يبقى عدواً تجدر ملاحقته وانتهاك حقوقه من قبل حكومة متطرفين، ومستوطنين مدججين بالحقد والكراهية".

ولفت عواودة قائلاً"مثل هذه الجرائم تذكر مجدداً بضرورة ترتيب البيت الفلسطيني، وبأن الرأي العام الغربي الرسمي أشبه بالوهم، فردوده بحر من الأقوال وقطرة من الأفعال، وهذا يقود للخلاصة الأخيرة ومفادها، أن الاحتلال لن يرتدع إلا حينما يسدد القائمون عليه ثمناً، مما يعني أنه لا احتلال دون مقاومة وهي شرعية في كل الشرائع، والعمل الدبلوماسي والسياسي هام لكنه لن يحرر أرضاً، ومثلما أن العجة لا تصنع بدون بيض، فهكذا التحرير لا يأتي بلا مقاومة على الأرض".

إخفاء الجريمة

الإعلامي المحرر د.أمين أبو وردة أشار إلى حادثة الإعدام للمعتقل الشهيد محمد الريماوي قائلاً"إسرائيل تغطي على جرائمها في كل مرة من خلال لجان تحقيق وهمية، وكما يقولون إذا أردت تضييع قضية شكل لها لجنة، فالجندي القاتل للشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل وهو جريح ملقى على الأرض قبل قرابة العامين، خرج من عقوبة السجن الوهمي".

يضيف أبو وردة"الجندي الذي قتل الشهيد عبد الفتاح الشريف قال:أنا لست نادماً، ولو أتيحت لي الفرصة مرة أخرى، سأقوم بالقتل وهذا دليل على أن كل المستويات في الدولة العبرية تحرض على قتل الفلسطيني، وخصوصاً من يقع عليه اختيار الاعتقال وقبل أن يقدم للمحاكمة أو يدان من قبل القضاء العسكري، فالجنود هم من يصدرون الأوامر في الميدان قبل القاضي العسكري".

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020