في كل مناسبة تتمنى عائلة أقدم أسير في محافظة قلقيلية، محمد داود أن تكون المناسبة محطة تحرر من مدافن الأحياء، شقيق الأسير محمد داود، وائل داود قال بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة"من قبيل التفاؤل ننتظر كل مناسبة، عسى أن تكون محطة تحرر وإفراج من سجون لا ترحم ساكنيها، فأبواب السجن هرمت وجدرانه تآكلت وتقاعد السجانين وقادتهم من الخدمة".
يضيف داود"شقيقي محمد داود (56عاماً) لا زال يقبع حالياً في الأسر، وقد تنقل بين كل السجون، واستقر به المقام في سجن هداريم، وهو بمثابة عزل جماعي للأسرى الذين يقبعون بداخله، وقد دخل أخي السجن شاباً بتاريخ 8121987 بعد اتهامه بإلقاء زجاجة حارقة على سيارات للمستوطنين، على طريق مستوطنة الفيه منشه وقتل عائلة بأكملها، وبعد الاعتقال هدم الاحتلال بيتنا، وتوفي والدي، أما والدتي فقد جاءتها المنية قبل الزيارة بساعات، وكانت الصدمة الكبرى له ولنا".
محطات الإفراج
وعن محطات الإفراج عن الأسرى، يقول وائل داود بقلبٍ حزين وصوتٍ لا يكاد يبين من شدة تأثره"مرت محطات الإفراج وفي كل محطة كنا نعيش الغصة في القلب، فكل المحطات مرت دون أن يتمكن شقيقي من الخروج من مدافن الأحياء، وكان اسمه مرشحاً في الدفعة الرابعة بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية، إلا أن الاحتلال عطل الاتفاق".
وعن بداية العام الهجري الجديد يقول وائل"التفاؤل ما زال قائماً، رغم الإحباط والنكسات والنكبات التي مرت، فالحديث عن أي صفقة في الإعلام يجعلنا نطير فرحاً مع علمنا المسبق أنه حديث إعلام، وليست حقائق معتمدة إلا أن الغريق يتشبث بقشة كما يقولون، وجميع عائلات الأسرى وخصوصاً القدامى منهم يعيشون في حالة غرق نفسي ومشاعري في بحر من الأحزان".
يتابع داود"عندما أشاهد قدامى الأسرى خلال الزيارة أشاهد بصمات الأسر على وجوههم وأسنانهم التي لم تعد قائمة والشيب الذي صبغ شعرهم وأجسادهم التي أصابها الضعف، وعيونهم التي غارت، وتجاعيد وجوههم التي تشهد على طول الفترة والمقام خلف القضبان".
أملهم
يؤكد شقيق الأسير داود على أن الصفقة المرتقبة التي نسمع عنها في وسائل الإعلام باتت الأمل الوحيد في تحرر شقيقه وقدامى الأسرى، فلا يمكن للاحتلال أن يفرج عنهم من خلال ما يسمى بحسن النية، فلا يخرج هؤلاء إلا من خلال تبادل قوي.
ويعلل داود ذلك بأن الاحتلال يصنف شقيقه الأسير محمد وباقي الأسرى بأنهم من العيار الثقيل، وهذا الأمر يشكل عائقاً للإفراج عنهم؛ باعتبار أن أياديهم ملوثة بالدم ويُحظر الإفراج عنهم، وهذا يتطلب صفقة قوية تجبرهم على تغيير معاييرهم، ولا يكون ذلك الأمن خلال تبادل جنود بأسرى.
ولفت وائل داود إلى أنه لم يعد هناك من الجيل الجديد في العائلة والجيران من يعرف شقيقه محمد، أبو غازي، فطوال 32 عاماً من الأسر ولدت أجيال وهو بعيد عنها، وهذا الأمر يشكل لعائلتهم وله عبئاً نفسياً لا يطاق.