أكدت المحررة آلاء حاتم فقها (24عاماً) من سكان قرية كفر اللبد، قضاء طولكرم، في حديثٍ مع مراسل مكتب إعلام الأسرى، عقب تحررها مساء أمس الأربعاء على حاجز الجلمة من الأسر، على ضرورة الاهتمام بالأسيرات، فمصلحة السجون تحتجزهن في سجون سيئة لا تناسب بني البشر.
وقالت المحررة فقها في حديثها لمراسل إعلام الأسرى"خلال اعتقالي فترة 75 يوماً كانت فترة التحقيق التي استمرت 28 يوماً كابوساً لا يطاق، ففي فترة التحقيق تعاقبَ العديد من المحققين الذين هددوني باعتقال والدي كونه ينشر على الفيسبوك منشورات تحرض على الاحتلال والمخابرات بعد اعتقالي، ومنعوني من لقاء المحامي لمدة تزيد عن السبعة أيام".
تضيف فقها"كان وضع الزنزانة سيئاً جداً، ولا يستطيع الأسير أو الأسيرة تمييز الليل من النهار، والضغط النفسي الذي كان يمارس مؤلم جداً، وبعد انتهاء فترة التحقيق كانت ظروف سجن هشارون سيئة من حيث انعدام التهوية في غرف قديمة متهالكة، والروائح منتشرة داخل غرف الأسيرات من المياه العادمة القريبة، والحشرات منتشرة، والصراصير والرطوبة عالية تؤذي أجساد الأسيرات، حيث تنتشر الأمراض الجلدية بدون علاج مناسب تقدمه مصلحة السجون".
تتابع فقها حديثها"لا تتوقف عذابات الأسيرات على مدار الساعة، فبعد الخروج من مركز التحقيق تكون رحلة عذاب المحاكم والبوسطة والتفتيش المذل والمكوث في المعابر السيئة والاحتجاز في غرفة المحكمة "الامتاناه"، وقد نقلت للمحكمة العسكرية أكثر من عشرين مرة.
وعن الظروف اليومية للأسيرات قالت فقها"يبدأ يوم الأسيرات بالعدد اليومي الذي يكون ثلاث مرات من الساعة الخامسة والنصف صباحاً، ثم بعدها بساعتين يكون التفتيش وفحص الأرضيات، وبعدها فترة الفورة الصباحية والمسائية والعدد المسائي، ويتم وضع أسيرات جنائيات في داخل القسم اللاتي يتواجدن فيه الأسيرات ونسمع صراخهن وهذا يؤذينا، وكذلك في عملية النقل في البوسطة يكون معنا أسيرات جنائيات".
وأكدت المحررة فقها على أن هناك أسيرات قاصرات وأحكام عالية على بعض الأسيرات، ورسالتهن هي أن لا يتم تجاهل قضيتهن، فالعمر يمر بسرعة ومن حقهن الحرية.
وعن أعداد الأسيرات في سجن هشارون قالت فقها"هناك 33 أسيرة في سجن هشارون، والباقي في سجن الدامون حيث المجموع الكلي قرابة 60 أسيرة منهن قاصرات ومصابات، ويتعرضن إلى سياسة عنصرية من قبل مصلحة السجون، التي تمارس عليهن إجراءات مذلة لكسر إرادتهن".
وعن تهمتها تقول فقها"المحققون حاولوا تلفيق تهم مزيفة بحقي منها، التحريض على دولة الاحتلال، وتم فرض كفالة مالية باهظة بقيمة 18 ألف شيقل بحقي، ومحاكمتي ستكون في الثلاثين من الشهر الجاري، فالإفراج عني مشروط باستمرار محاكمتي، وكل فلسطيني وفلسطينية معرض للاعتقال بشبهة التحريض، أو النشاط الاجتماعي، أو مناصرة قضية الأسرى في أي شكل من الأشكال، حتى لو كان زيارة أو تغطية إعلامية أو دعم نفسي، فالاحتلال يعتبر كل هذه الفعاليات محظورة حسب القانون العسكري".
ولفتت المحررة فقها إلى أن مصلحة السجون تستخدم الإعلام الإسرائيلي للتحريض على الأسيرات، بالقول أنهن يمارسن الإرهاب كما حدث مع المحررة القاصر عهد التميمي ووالدتها ناريمان، ونتيجة التحريض تم اعتقالهن لمدة ثمانية أشهر مع فترة لوقف التنفيذ.
وختمت فقها حديثها قائلة"في فترة التحقيق مر عيد الفطر السعيد، وكانت فترة العيد من أكثر الأوقات ألماً على النفس، فيوم العيد كنت في زنزانة ضيقة تنعدم فيها الحياة، وكان المحقق يتعمد ذكر العيد أمامي حتى يستفزني ويؤذيني".
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال اعتقل آلاء فقها في شهر رمضان الماضي، بتاريخ 2952018، من داخل منزل عائلتها في قرية كفر اللبد شرق طولكرم، وصادر آنذاك عشرة آلاف شيقل من منزل العائلة.