لا تفارق البسمة وجه الحاج بسام هزاع السبعيني، والد الأسيرين إياد وهزاع، وذلك بعد حصول ولده الأسير إياد على درجة الماجستير من جامعة القدس في أبو ديس منذ أيام، وحصول ولده الثاني الأسير هزاع على درجة البكالوريوس قبل فترة من الزمن.
مكتب إعلام الأسرى شارك الحاج بسام هزاع أجواء فرحته، يقول"أولادي اعتقلوا عام 2002 وكانوا صغاراً، وصدر بحق إياد آنذاك حكمٌ يقضي بالسجن الفعلي لمدة 18 عاماً، وعلى هزاع 20 عاماً، وكنت في كل زيارة لهم أوصيهم وأوصي جميع الأسرى بمواصلة التعلم والحصول على الشهادة الجامعية، ففترة السجن إعداد للمستقبل ولمحطة الحرية القادمة إن شاء الله".
يضيف الوالد المتفائل بنجاح أبنائه"ابني إياد حصل قبل أيام على درجة الماجستير من جامعة القدس، بالرغم من قهر السجان له من خلال زيادة حكمه عشر سنوات، ففي المرة الأولى حكم عليه بالسجن الفعلي مدة سبع سنوات ونصف، وبعد فترة زاد الحكم عشر سنوات إضافية، ومع ذلك لم يتسلل إلى قلبه اليأس، بل كان الحكم الجديد عاملاً له كي يواصل تعليمه ويحصل على البكالوريوس والماجستير بإشراف القيادي الأسير الدكتور مروان البرغوثي، الذي يرافقه في سجن هداريم".
يرى الحاج بسام هزاع بأن عائلات الأسرى من حقها أن تفرح بنجاح أولادها، يقول"هذا النجاح مميز وجاء من بين ركام العذاب والقهر والعزل داخل السجن، فالنجاح له طقوسه الخاصة داخل الأسر، وكنت أتمنى أن تكون والدتهم موجودة كي تفرح بهم، فهي التي ذاقت عذابات الزيارات على أعتاب السجون وبكت الليالي وهي تدعو لهم".
يتابع والد الأسيرين إياد وهزاع حديثه بالقول"خلال فترة أسرهم الطويلة عشنا أياماً وليالٍ لا يعلم بها إلا الله، فكل عائلة أسير تعيش عذاباً صامتاً وجرحاً غائراً ولكنها في ذات الوقت لا ترفع الراية البيضاء ولا تظهر الخضوع والانكسار، وتشجع الأبناء الأسرى في كل زيارة بالصمود والتحدي وصناعة النجاح، وأولادي رفعوا رأسي عالياً شامخاً يلامس عنان السماء، فانا أكاد أطير من الفرحة، فسنوات الأسر بالرغم من ثقلها على نفسي وعلى كل أفراد العائلة قد أزهرت، وعنوانها النجاح والحصول على الشهادات العلمية".
يتذكر الوالد الحاج بسام الزيارات والانتظار على الحواجز العسكرية وعند بوابات السجون، فيقول"عائلات الأسرى في كل زيارة يتم تعذيبها بإجراءات عنصرية، وكنت أشاهد كيف يتم إرجاع العديد منهم عند الحواجز أو على بوابات السجون، فالنكسة تكون مؤلمة ونصاب جميعاً بحزن شديد، وأنت ترى لوعات الصغار وألم الكبار وبكاء الأمهات وقلق الزوجات، فالزيارة محطة مؤلمة لا تتم إلا بعذابات تبدأ من الخروج من المنزل والعودة إليه بعد طول انتظار ليوم كامل مليء بكل معاني القهر والذل، والذي يسعى الاحتلال لفرضه دون رحمة أو إنسانية".
يختم الحاج بسام هزاع حديثه بالقول"أريد تهنئة ابني إياد على هذا الانجاز، فنحن لا نزوره منذ أكثر من أربعة أشهر لعدم إصدار تصاريح، وأقول له ولكل الأسرى من خلالكم: نجاحكم نجاح لكل الشعب الفلسطيني الذي تعوَّد على إبداعاتكم وانجازاتكم، فأنتم عنوان الإرادة التي لا تعرف الخنوع، وأبارك لكل من أنجز ونجح في أي مجال، وفرحتنا التامة يوم اللقاء في فضاء الحرية والفرح بكم خارج قضبان الأسر العنصرية".