لكل أسيرٍ حكاية، تبدأ بسلسلةٍ من السياسات العنصرية تبعاً لملف قضيته، وتنتهي في أحيانٍ كثيرة بترك آثارٍ قاتلة على حياة الأسير وصحته، تماماً كحكاية الأسير يوسف نزال(31عاماً)من سكان بلدة قباطية، قضاء مدينة جنين.
الأسير نزال تعرض للاعتقال على يد وحدةٍ من المستعربين نصبت له كميناً بتاريخ 9/7/2007، وأطلقت عليه الرصاص فأصيب على الفور، وتم اختطافه ونقله من المكان وهو مصاب.
مكتب إعلام الأسرى تحدث لوالدة الأسير يوسف نزال، سهام نزال، أم محمد، تقول"بعد اختطاف ابني لم نره إلا بعد أربعة أشهر، وكان يخضع لتحقيقٍ قاسٍ في مركز التحقيق، وهو مصاب وكان يتم إيهامنا بأنه يخضع للعلاج، لكن صدمتنا كانت حين انعقاد محكمة سالم، عندما شاهدنا تغيرات كبيرة في ملامحه، وآثار تعذيب واضحة عليه".
تضيف والدة الأسير نزال"يومها بكيت دماً عليه، محاكمته استمرت ثلاث سنوات، وبعدها صدر الحكم عليه بالسجن الفعلي 15عاماً، وفرضت بحقه غرامة مالية بقيمة خمسة آلاف شيقل".
تصف الوالدة أم محمد رحلتها بين السجون قائلة"الاحتلال اعتقل جميع أبنائي، وتنقلت بين المحاكم والسجون مدة 16 عاماً وما زلت على هذا المنوال، فحياتي كلها كانت عبارة عن زيارات وانتظار للزيارة، فهذا قدرنا، وعلينا أن نصبر، فضريبة الوطن غالية وأولادي دفعوا فاتورة ضريبة العمر داخل الأسر، وأنا معهم أواصل دفع الفاتورة".
تستكمل أم محمد حديثها بالقول"العقاب الأشد لنا هو المنع من الزيارة بحجة المنع الأمني، فالاحتلال يمنعني من الزيارة، وقد انضم ابني سليمان مؤخراً إلى شقيقه يوسف أسيراً بتهمة التحريض على الفيسبوك، وتم جمع يوسف وسليمان مع بعضهما البعض في ذات السجن".
الأسير يوسف تعرض في العام 2004 للاعتقال أثناء مروره على حاجز عناب شرق طولكرم، وصدر بحقه آنذاك حكمٌ يقضي بالسجن الفعلي مدة 22 شهراً، وبعد تحرره لم يستطع البقاء يعيداً عن النضال ومقاومة الاحتلال، تشير والدته إلى أن قباطية تشهد قاطبة له بالشجاعة والإقدام، مما دفع الاحتلال إلى وضعه على قائمة الاغتيالات، وفشلت عدة محاولات لتصفيته، ورفض تسليم نفسه، وعند اعتقاله الأخير في شهر تموز من عام 2007، تعرض لمحاولة تصفية ونجا بأعجوبة.
تختم أم محمد حديثها بوصف الوضع الصحي لنجلها الأسير، تقول"ابني يقبع في سجن مجدو، وقد قدم عدة طلبات لعلاجه وإجراء عملية جراحية لإزالة الدوالي له، إلا أن الاحتلال يرفض ذلك باعتبار أن فاتورة العقاب والانتقام بحقه لم تنته بعد".