تتكرر ظاهرة السرقات المالية التي يمارسها الاحتلال عن اقتحام منازل الأسرى، بشكلٍ يومي في الضفة والقدس، الأسرى المحررون من السجون أكدوا لمكتب إعلام الأسرى بأن هذه المصادرة تعتبر سرقة باسم القانون، وبزعم أن مصدر الأموال جهة إرهابية، وهذا ما نفاه من تعرضوا لسرقة أموالهم على يد ضباط المخابرات الذين يبحثون عن المال قبل كل شيء عند اقتحامهم المنازل وإخراج من فيها والقيام بأعمال تفتيش، حتى لو كانت هذه الأموال داخل حصالات للأطفال أو كانت جمعيات عائلية.
المحرر أحمد صقر نبهان (58 عاماً) من نابلس، تحدث لمكتب إعلام الأسرى حول هذه القضية، يقول"أمضيت في السجون أكثر من 16 عاماً، وفي الاعتقال الأخير قبل أقل من شهرين صدر قرار بالإفراج عني من محكمة سالم، وبعد أقل من 24 ساعة من الإفراج فوجئت باقتحام جيش الاحتلال للمنزل ومصادرة مركبة مستأجرة من أولادي، والبحث عن أموال بطريقة يمكن وصفها بالقرصنة".
يضيف المحرر نبهان"في اعتقالاتٍ سابقة تمت مصادرة مبلغ من المال من توفيرات أولادي، وقبل أيام تمت مصادرة شاحنة لابني سليمان في منطقة عيون الحرامية أثناء عودته من رام الله، وقد هددني ضباط المخابرات بمصادرة أية مبالغ مالية يعثرون عليها بشكلٍ صريح، وعندما أخبرتهم بعدم قانونية أفعالهم، ردوا ساخرين أنهم من يضع القانون، ولا أحد سيمنعهم".
يرى المحرر نبهان بأن هذه القرصنة تشكل خسارةً فادحة للمحرر، فهي نكبة تساوي نكبة الأسر، فمصادرة الأموال تعني انتكاسة مادية تشل حركة الأسير المحرر، يقول"وضعي كتاجر في السوق لا يجعلني قادراً على الحركة دون مال، وتجارتي واسعة في هذا المجال والملاحقة بهذه الطريقة تعني تدمير متعمد من دولة تدعي أن لديها قانون، فعملية المصادرة تكون بشكل مخطط له مسبقاً".
وفي مشهدٍ آخر يشتكى حاتم فقهاء، والد الأسيرة آلاء فقهاء من قرية كفر اللبد، شرق طولكرم من سرقة جيش الاحتلال منه لمبلغ يقدر ب10 آلاف شيقل، هو جمعية لزوجته تشترك فيها عشرات النسوة.
يقول فقهاء"عندما اقتحم جيش الاحتلال منزلي بتاريخ 29 /5/2018، لم يخطر ببالي أن الهدف مصادرة مال واعتقال ابنتي آلاء، الضابط سأل عن وجود مال، وعندما قاموا بالتفتيش صادروا مبلغاً من المال يعود لجمعية نسائية من القرية، بحجة أن مصدرها جهات إرهابية".
يصف والد الأسيرة فقهاء تصرف الجيش داخل المنزل بتصرف اللصوص بقيادة ضباط المخابرات، فهذه دولة لا تخجل من ممارسة أفعال اللصوص والقراصنة.
الإعلامية لبابة ذوقان، ابنة الأسير الأكاديمي غسان ذوقان الذي اعتقل مؤخراً، قالت حول هذه الظاهرة" قبل اعتقال والدي المحاضر في جامعة النجاح قام جنود الاحتلال ومعهم ضباط المخابرات بمصادرة 11 ألف شيقل وجوالات خاصة لوالدتي وإخوتي، وهذا الأمر كان بصورة وقحة وهمجية، فهم يبحثون عن أي مال من داخل منازلنا كفلسطينيين، ولا يخجلون من أنفسهم، إلا أن الاحتلال لا ينظر إلى الأخلاق والقيم فهو مجرد منها بشكلٍ كامل".
المحامي وسام اغبارية أوضح بأن مصادرة الأموال مخالفة للقانون، إلا أن الاحتلال يشرعن هذه العملية بعد إقرار الكنيست قانون منع الإرهاب والتحريض، فأصبحت أموال الفلسطينيين تحت طائلة المصادرة للأموال المنقولة وغير المنقولة بعد سن هذا القانون، مشيراً إلى أن لا ملكية خاصة في هذا المجال.