لا تمهل المخابرات الصهيونية الوزير السابق للأسرى المهندس وصفي قبها مهلة للتحرر، حتى تعتقله مجدداً، كعقاب له على نشاطه الذي لا يفتر منذ تحرره من الأسر، فهو دائم العطاء داخل السجن وخارجه، ولا يعرف للتعب طريقاً، ولا يركن للراحة، دائماً يحمل هموم أبناء شعبه على مدار الساعة.
قبل اعتقاله بأيام وضع الأسير قبها في جامعة خضوري في طولكرم بصمته، وذلك خلال مؤتمر صحفي تحدث فيه ضد الاعتقال السياسي، وقبل ذلك كان يزور عائلات الأسرى ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ففي كل يوم له برنامج في خدمة أبناء شعبه.
من عرف المحرر المهندس وصفي قبها "أبو أسامة" يعلم علم اليقين أنه أمام قامة وطنية وقوة عطاء متدفقة، المحرر الإعلامي نواف العامر من نابلس يقول حول إعادة اعتقاله"الاحتلال ومخابراته أصروا على التنغيص عليه حتى في يوم تخرج ابنته بيسان من الجامعة، فالاحتلال لا يترك له مجالاً للفرح، ويتربص به من وقت إلى حين، وهو لا يخشَ الاحتلال ومخابراته، ويصر على أن يكون في المواقع المتقدمة في خدمة شعبه ورفع الظلم عن المظلومين".
ويتحدث الإعلامي أحمد البيتاوي، عن وصف شخص الأسير قبها، فيقول"كان بإمكانه أن يستريح، أن يستقيل، أن يتنحى جانباً، أن يتفرغ للأعراس والجاهات ويُشغل نفسه بحضور بيوت العزاء، ويعتبر ذلك قمة العطاء، كان بإمكانه أن يقطع على نفسه عهداً بأن لا يعود للسجن، ويكتفي بالسنوات الـ15 التي قضاها بين الجدران الأربعة، كان بإمكانه أن يمتنع عن الادلاء بأي تصريح للإعلام، ويغلق جواله وباب منزله في وجه الصحفيين وأصحاب الحاجة، غير أنه لم يفعل ذلك لأنه يعتبر نفسه صاحب رسالة ولا يجب أن يستكين.
أما صديق الأسير قبها، المحرر محسن شريم يقول" بالنسبة لي المهندس وصفي قبها قدوتي في حياتي كلها، وهو خير سفير لدعوته وشعبه، وهو لا ينعزل عن الناس، فحتى وهو في الأسر يحاول الاتصال بأبناء شعبه بكل الوسائل، فلا يترك مجالاً للعزلة وقد أخبرني عن قصة حدثت معه عندما أخبره الأسرى في يوم تحرره من السجن بأن تكون هذه آخر محطة اعتقال فرد عليهم قائلاً"إذًا أنتم تدعون لي بالشهادة، فالشهادة هي التي ستمنعني من دخول السجن مرة ومرة".
زوجة الأسير قبها ورفيقة دربه، أم أسامة، قالت بوجع يسكن قلبها" تعودنا على اعتقاله، وملاحقته بعد التحرر، فنحن نعلم أن تحرره من السجن يعني أننا أمام محطة اعتقال جديدة، فتهديد ضباط المخابرات له لا يتوقف، والتحريض عليه لا يتوقف، ومن هنا أقول أن زوجي أبو أسامة لا يلين ولا يستكين، ودائماً لديه هدف واحد، الدفاع عن المظلومين والصدح بالحق، وعدم الخوف فهذا هو ديدنه".