في قرية بير الباشا، قضاء مدينة جنين، تتزين جدران منزلٍ بصورٍ لغائبٍ منذ تاريخ 16/3/2003، غائبٍ غادر قريته بعمر الـ16 عاماً، وبثماني رصاصاتٍ تعرض لها أثناء اعتقال الاحتلال له، ونجا بعدها بأعجوبة.
في العام 2003 حدث اشتباكٌ في بلدة باقة الغربية في الداخل المحتل مع قوة من جيش الاحتلال، وكان الأسير شادي غوادرة، من بين عناصر هذا الاشتباك، تعرض لإصاباتٍ بالرصاص الحي جرى على إثرها نقله إلى مستشفى الخضيرة، ولأنه كان طفلاً مكث رهن التوقيف مدة عامين، حتى أصبح بعمر ال18، وأصدر الاحتلال بحقه حكماً يقضي بالسجن المؤبد، حكمٌ لا زال يقضيه في سجن نفحة.
انهاكات الاحتلال بحق الأسير غوادرة لم تنته بإصابته واعتقاله فقط بعمر الطفولة وتوقيفه لعامين، بل طالت حق عائلته في زيارته، وحرم الاحتلال والده من حقه في أخذ صورةٍ مع ابنه ل15 عاماً، وبعدها تحقق حلمه المتواضع، كما ونال المنع الأمني من والدته الحاجة الخمسينية خديجة، التي تأمل أن يفرج عن نجلها في أي لحظة.
تقول الحاجة خديجة غوادرة لمكتب إعلام الأسرى"ابني الأسير شادي تغيرت ملامحه داخل الأسر، حتى أن شقيقه سامي عندما اعتقل عام 2006، لم يتمكن من معرفة شقيقه الأسير شادي إلا من خلال الاسم".
تبرر والدة الأسير شادي غوادرة سبب عدم تعرف العائلة عليه بإصابته وظروف اعتقاله التي غيرت شكله وتفاصيل ملامح، فالإصابة والسجن جعلت من شكله مختلفاً عن صورته الطبيعية، وهذا شكّل صدمة للجميع، فعندما حدث العناق بين الأسير غوادرة وشقيقه، شاهد الأسرى هذا المشهد بحزنٍ كشف مدى ظلم السجن والسجان.
تضيف الأم المكلومة غوادرة"ابني الأسير شادي فدائي حقيقي، فقد ترك أحلامه في التعليم من أجل الذهاب لسوق العمل لإعالة العائلة المكونة من 13 نفراً، وأدى واجبه الوطني بتنفيذ عملية فدائية، فهو فدائي حقيقي حمل اللقب مرتين دون أن ينتبه لحياته الشخصية، ومن واجب شعبه والقيادة السياسية الالتفات إليه وإلى الأسرى الذين صدرت بحقهم أحكامٌ عالية، فهم جنود في الميدان حملوا الهم وخاضوا الغمار دون خوفٍ أو وجل".