حلول شهر رمضان على عائلات الأسرى ليس بالأمر السهل، فهو يذكرهم بأحبة خلف القضبان غابوا عن موائد الإفطار، فمع أول يوم من رمضان تعيش عائلات الأسرى مظاهر فرحة مائدة الإفطار بمفقودين في مدافن الأحياء يتذكرون ما يحبون من الطعام والطبخات المفضلة، وكيف يعيشون في حرمان داخل الأسر.
والد الأسيرة الطالبة الجامعية أنسام شواهنة، ناصر شواهنة، من قرية اماتين شرق قلقيلية، والتي صدر بحقها حكم بالسجن الفعلي مدة خمس سنوات والمعتقلة بتاريخ 9/3/2016 يقول"هذا هو رمضان الثالث الذي يحل علينا وابنتي الأسيرة أنسام شواهنة خلف القضبان، إلا أن الذي اختلف في شهر رمضان الحالي أن أنسام كانت موقوفة في السابق، وكان الأمل أن يكون الحكم مخففاً".
يضيف شواهنة"قبل دخول شهر رمضان الحالي، صدر بحق ابنتي حكمٌ بالسجن الفعلي مدة خمس سنوات، قبل قرابة الشهرين، لذلك فإن وجع رمضان الحالي أكبر من الوجع السابق، فأنا لا أستطيع أن أتصور كيف تعيش ابنتي داخل الأسر، وهذا الحكم الجائر الظالم صادر بحقها، فبعد قرابة الثلاثين محكمة صدر الحكم العنصري بشكل انتقامي بحقها، وستكون أول مائدة إفطار فيها غصة فقدان أنسام، وغصة حكمها الجائر، على أمل التحرر قبل تاريخ الإفراج عنها كما حددته المحكمة العسكرية في سالم".
في منزل الأسير المريض عثمان يونس، من قرية سنيريا جنوب قلقيلية، المحكوم بالسجن المؤبد، تحدثت والدته لمكتب إعلام الأسرى حول غيابه عن مائدة الإفطار، تقول والدته الحاجة صبحية يونس"في الأيام العادية أتذكر ابني عند كل وجبة طعام، وفي رمضان يكون الوجع أكبر، والبكاء الفجائي عليه، فهو مريض ويعاني من عدة أمراض صعبة نتيجة أصابته عند اعتقاله من داخل مستشفى رفيديا بتاريخ 26/8/2003".
يضيف يونس"كنت أتمنى أن يكون بيننا في هذا اليوم، فلم يعد بمقدوري زيارته لعدم قدرتي الصحية، وعندما تم نقله مؤخراً إلى سجن عسقلان القريب علينا، لم يسمح لنا الاحتلال بزيارته لغاية الآن، ومنذ شهر أيلول الماضي، فالاحتلال يعاقبه بالحرمان وعدم الزيارة، ومصلحة السجون تحاول الانتقام منه، ومنعه حتى من تقديم امتحان التوجيهي".
تضيف الحاجة صبحية يونس"رمضان بالنسبة لي موسم بدون أية فرحة أو بهجة، فغصة الأسر تسكن في قلبي، ولولا أن الكل ينصحني بتناول الطعام لامتنعت عن الطعام، فعند إضراب ابني العام الماضي في يوم الأسير الفلسطيني أضربت معه عشرة أيام، ولولا أن صحتي تدهورت لما توقفت عن الإضراب، ولولا ملامة أولادي وبناتي ما أكلت إلا القليل في رمضان".
تؤكد الحاجة صبحية يونس لمكتب إعلام الأسرى بأن والدة الأسير لا تستطيع نسيان فلذة كبدها في كل المناسبات وأهمها شهر رمضان وفي فترة الأعياد.
وفي حضرة منزل أقدم أسير في سجون الاحتلال، منزل عائلة الأسير محمد داود، الذي دخل الأسر بعمر ال31 عاماً، وأصبح عمره الآن 58 عاماً، يقول شقيقه الأكبر وائل داود"لا طعم لرمضان في بيوتنا، فقد فارقت الوالدة والوالد الحياة بدون أن يفرج الاحتلال عن شقيقي، واليوم شقيقي الأسير محمد من عمداء الحركة الأسيرة، وشهر رمضان الحالي هو الشهر ال31 بدون شقيقي الأسير، وهذا العذاب مستمر منذ فترة اعتقاله عام 1987".
يقول شقيق الأسير داوود"اليوم يأتي رمضان والأسرى يعانون من إجراءات عنصرية، ففي كل يوم تفرض عليهم قيود، ولم يعد كل الأكل يناسب شقيقي الأسير بعد هذه المدة الطويلة من الأسر، وبعد سقوط معظم أسنانه وتقدم العمر به، لذا فتذوق الطعام في أول مائدة رمضانية لن يكون بالشكل الطبيعي".
يوضح شقيق الأسير داوود"سيكون الأمر صعباً؛ لأن الكل سيتذكر شقيقي وما يعانيه من أوضاع داخل الأسر، وما قاساه خلال فترة الأسر الطويلة، ونتج عنها أوضاع قاتلة على جسده ونفسيته وعلينا كأسرته، ورمضان يجدد الأوجاع فينا على مائدة الإفطار، ولا نملك له ولإخوانه إلا الدعاء بالفرج".