في ذكرى استشهاد الأسير عبد الصمد حريزات
الاحتلال يواصل استخدام أساليب التعذيب المميتة والمحرمة دولياً ضد الأسرى
عبد الصمد حريزات
إعلام الأسرى 

تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني ممارسة أساليب التعذيب المميتة والمحرمة دولياً ضد الأسرى في السجون، كسياسة ممنهجة، وبتصريح من الجهاز القضائي لانتزاع المعلومات من الأسرى، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 72 أسيراً منذ العام 1967.

وأوضح مكتب إعلام الأسرى في تقريرٍ بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لاستشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات، من يطا، قضاء الخليل ، بسبب التعذيب، أن الاحتلال هو الكيان الوحيد الذي يشرِّع التعذيب باسم القانون، فهو يسمح للمحققين بممارسة التعذيب ضد الأسرى، دون احترام لآدمية الإنسان، ووفر لهم غطاءً من المحاكم الإسرائيلية حتى لا تتم ملاحقتهم قضائياً في حال رفعت دعوى ضدهم أمام تلك المحاكم.

وارتقى الأسير حريزات شهيداً في مركز توقيف المسكوبية في القدس بتاريخ 27/4/1995، بعد اعتقاله بأربعة أيام، نتيجة تعرضه للتعذيب بأسلوب الهز العنيف، على يد أربعة من المحققين تناوبوا عليه، ودخل في غيبوبة بعد خمس عشرة ساعة فقط من اعتقاله، واستشهد في المستشفى، وقد أكد تقرير الطب الشرعي بأن سبب الوفاة يعود إلى نزيف داخل الجمجمة فوق المخ، وتلف حاد في ألياف الأعصاب ناتج عن الهزّ العنيف والمفاجئ، بالإضافة إلى نزيف سطحي تحت الجلد في الجزء العلوي والأمامي من الصدر والأكتاف.

إحصائيات مكتب إعلام الأسرى تشير إلى أن الاحتلال يستخدم عشرات أساليب التحقيق والتعذيب الجسدية والنفسية، وهذه الأساليب العنيفة أدت إلى استشهاد (72) أسيراً في سجون الاحتلال، من أصل(215) هم شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967، بحيث نادراً ما لا يتعرض معتقل فلسطيني لأحد أشكال التعذيب، وغالباً يتعرض المعتقل لأكثر من أسلوب من أساليب التعذيب، حيث أكدت الإحصائيات بأن 99% من الأسرى الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال تعرضوا للتعذيب في أقبية التحقيق التابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، ومراكز التوقيف المختلفة.

إعلام الأسرى يعتبر أن استمرار الاحتلال في استخدام التعذيب بحق الأسرى يفتح الباب أمام ارتقاء شهداء جدد منهم، وخاصة أن هناك تشجيعاً من قبل الجهات الرسمية في كيان الاحتلال لاستخدام أساليب التعذيب المحرمة دولياً ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون؛ بحجة انتزاع المعلومات التي قد تمنع وقوع خطر أمني كما يدعى الاحتلال.

وأضاف إعلام الأسرى بأن التعذيب في سجون الاحتلال لا يتوقف عند المحققين أو عناصر المخابرات خلال فترة التحقيق، إنما وصل الأمر إلى مشاركة الأطباء بشكل مباشر في تعذيب الأسرى، وهذا ما كشفته العديد من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان.

تقارير مؤسسات حقوقية أكدت قيام الأطباء في السجون بممارسة التعذيب ضد الأسرى، وحرمانهم من العلاج لإجبارهم على الاعتراف، وكذلك تعمد تجاهل الأمراض التي يعانى منها الأسرى حين الكشف الأولي فور وصولهم إلى السجون، وكتابة تقارير مزورة بأن الأسير بصحة جيدة ولا يعانى من أي مرض، وهذا يشكل تصريحاً طبياً بمواصلة تعذيبه، مما يجعلهم شركاء في قتل الأسرى .

كذلك فإن آثار التعذيب لا تقتصر على فترة التحقيق والاعتقال فقط، بل تمتد لما بعد الاعتقال، نتيجة لإصابات عدد من الأسرى بعاهات دائمة نتيجة تعرضهم للتعذيب المستمر، ناهيك عن المعاناة النفسية طويلة المدى التي يتركها السجن على نفوس هؤلاء الأسرى بعد تحررهم من الأسر، وخاصة الأطفال منهم، والأمراض التي لازمتهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث استشهد عشرات الأسرى المحررين، بعد إطلاق سراحهم بشهور قليلة نتيجة المعاناة والأمراض التي أصيبوا بها داخل السجون .

وطالب مكتب إعلام الأسرى إرسال لجان تحقق للاطلاع على أسباب استشهاد الأسرى في سجون الاحتلال، ومعاقبتهم على جرائمهم الواضحة بحق الأسرى، وخاصة استخدام وسائل التعذيب التي تؤدي إلى الموت والإعاقات.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020