كلما يحل شهر نيسان ويحمل معه ذكرى يوم الأسير الفلسطيني تبدأ وسائل الإعلام بالاهتمام المحموم بملف الأسرى والذي قد يقتصر على يوم واحد أو حتى ساعات الدوام فقط، ثم يمر اليوم وتعود عجلة النسيان فوق قصص الكثير من ملاحم الصبر والإرادة في سجون الاحتلال.
ومع حلول هذا الشهر الذي يعود فيه ملف الأسرى قليلا إلى الواجهة تتصاعد الآمال لدى عائلات الأسرى بالإفراج عنهم ضمن صفقة متوقعة تبرمها المقاومة مقابل الجنود الأسرى لديها في قطاع غزة، بينما تشعر أمهات الأسيرات بأن ملف بناتهن الذي عانى التهميش والتجاهل قد يحل في وقت قريب إذا أبقت المقاومة على صمودها.
عائلة الأسيرة شروق دويات من قرية صور باهر جنوب القدس المحتلة تلاطم الأيام والساعات انتظارا لخبر مفرح قد يعيد لها ابنتها قريباً، فهي صاحبة أعلى حكم بين الأسيرات بواقع 16 عاما بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن رغم أنها أصيبت بجراح بالغة بعد إطلاق مستوطن النار صوبها قبل أكثر من عامين.
وتقول والدة الأسيرة دويات لـ مكتب إعلام الأسرى إنها تشعر بالقلق والأسى يوميا على حال ابنتها؛ فرغم أن شروق تتمتع بمعنويات عالية وقوية كفاية لتواجه السجن والسجان إلا أن قلب الأم يبقى حزينا لفراقها وبعدها وبقائها خلف الأسوار والقيود.
وتبين الأم المجروحة بأن ابنتها شروق كانت فرحة المنزل وكانت ابتسامتها تعادل كل شيء بين أفراد العائلة؛ ولكن فجأة وفي وضح النهار خُطفت ابتسامتها سريعاً وتعرضت لإصابة بالغة كادت أن تكلفها الكثير، ولكنها بفضل الله تغلبت على الإصابة وتعيش الآن أيامها في السجن دون أن تظهر لعائلتها حزنها أو قلقها.
العائلة التي تعيش يوميا على أمل إتمام صفقة تبادل تشمل شروق وكل الأسيرات لا تخفي متابعتها للأخبار التي تتوارد بين الحين والآخر، معتبرة أن الصفقة هي بمثابة الأمل بعد الله عز وجل في إنهاء هذه الغمامة السوداء.
وتقول الوالدة:" بالطبع نحن ننتظر إبرام أي صفقة تشمل حرية شروق وكل الأسيرات لأننا أصبحنا نعلم ماذا تشعر كل أم أسير وأسيرة من قلق دائم وحزن مستمر".
أما عائلة الأسيرة نورهان عواد من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة فتعيش هي الأخرى على هذا الأمل بعد الاتكال على الله تعالى، فهي تعتبر أن يوم الحرية اقترب أكثر من أي وقت مضى.
وتبين والدة الأسيرة والمحكومة بالسجن لمدة 12 عاما ونصف ولم تكمل بعد عامها السابع عشر من عمرها؛ بأن الأسيرات يعشن ظروفا قاسية وأوضاعا صعبة لا يشاركنها مع أهاليهن خلال الزيارات بسبب خوفهن على مشاعرهم، فلا يردن أن يزدن العذابات على الأهل الذين تحملوا صعوبات كافية منذ بداية الاعتقال.
وتوضح الأم لـ مكتب إعلام الأسرى بأن الصفقة المشرفة بين المقاومة والاحتلال هي السبيل لحرية الأسيرات، مؤكدة أنها باتت الأمل لدى عائلات الأسرى في ظل الأحكام الخيالية التي يصدرها الاحتلال عليهم.
وعانت الأسيرة نورهان كذلك من إصابة بعدة رصاصات حين اتهمها الاحتلال بمحاولة تنفيذ عملية طعن برفقة صديقتها وابنة عمها الشهيدة هديل عواد، فيما تؤكد أسيرات محررات بأنهن كنّ يسمعن صراخ نورهان في الزنازين في بداية اعتقالها من شدة ألم الإصابة التي لم يكترث لها الاحتلال ولم يعطها العلاج الكافي.