ليس من السهل أبدا أن نشرع بكتابة قصة أسير إداري، فهذا المصطلح وحده كاف ليلخص حجم الألم نتيجة هذا النوع من الاعتقال اللا قانوني، ولكن حين نتحدث عن مدى الظلم فلا بد أن نذكر الاسير إبراهيم عبد الله العروج من مدينة بيت لحم جنوب الضفة المحتلة.
في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني من عام 2016 اقتحم جنود الاحتلال منزل العروج في بلدة جناتا واعتقلوه دون أن يوجهوا له أي تهمة وفورا حولته محاكم الاحتلال للاعتقال الإداري الجائردون جلسة تحقيق واحدة أو محاكمات، ليظهر الوجه الصهيوني الأبشع في وأد حياة الفلسطينيين.
زوجة الأسير العروج والتي أمضت معه بضعة أشهر فقط بعد اعتقال إداري مماثل فرق شمل العائلة؛ عادت لخانة زوجة الأسير من جديد، لم تشأ الأقدار أن تنجب أطفالا بسبب تكرار الاعتقالات التي وصلت إلى سنوات من الظلم والحرمان.
وتقول لـ مكتب إعلام الأسرى:" تزوجنا قبل سبعة أعوام وحتى الآن نقاسي ظلم السجان الذي لا يترك لنا حياة ولا أنفاسا خارج الأسر، تم اعتقال إبراهيم لمدة ثلاثة أعوام ونصف في الاعتقال الإداري وذلك بعد زواجنا بثمانية أشهر فقط، وبعد الإفراج عنه ببضعة أشهر علمت أنني حامل ولكن لم يدم طويلا حتى فقدته، وبعدها بقليل تم إعادة اعتقال زوجي".
بدأ العروج (31 عاما) مشواره مع الإداري من جديد، كلما انتهت أربعة أشهر أو ستة أشهر يعود التجديد مرة أخرى بقرار من مخابرات الاحتلال، وهكذا حتى أمضى الآن ما يقارب 27 شهرا في الإداري دون تهمة واحدة وتحت ملف يسمى بالملف السري، ذاك الذي يستخدمه الاحتلال مع أكثر من 700 معتقل إداري يقاسون في مقابر الأحياء.
منع الزيارات والعزل
وتوضح زوجته بأن الاحتلال لم يكتف بكل ذلك بل قام بحرمانها من الزيارة تحت حجة المنع الأمني، حيث لم تتمكن من زيارته منذ عام وشهرين.
وتضيف:" قضية منع الزيارات تزيد من صعوبة الاعتقال خاصة وأننا عشنا حياة زوجية جلها اعتقالات وإداري حتى بتنا لا نطيق سماع هذه الكلمة، لجأت إلى كل المؤسسات والمراكز التي تعنى بقضية الزيارات ولكنني لم أوفق في رفع المنع الأمني وهو ما يزيد من ألم الاعتقال".
أما العزل فحكاية أخرى من الانتهاك الصارخ للحياة البشريةن فقبل شهرين أقدم الاحتلال على معاقبة الأسير إبراهيم بعزله في سجن مجدو انفرادياً دون توضيح الأسباب حتى للمحامين، فهو كما يتذرع بالملف السري لفرض الاعتقال الإداري يتذرع بأسباب واهية لعزل الأسير عن إخوانه الأسرى بعدما كان معتقلا في سجن النقب الصحراوي.
وتقول الزوجة:" العزل أضاف لنا ظلما آخر ولا نتعرف على أحواله وأخباره إلا عن طريق زيارات المحامين، بينما أنا وعائلته نُحرم من رؤيته، وحين يرسل لنا الرسائل من عزله تظهر لنا كيف أن نفسيته تتأثر بهذا العقاب لولا توكله على الله عز وجل".
وتضيف بأن الاحتلال لم يتركها وشأنها بل قام بعد اعتقال زوجها باقتحام منزل عائلتها واستجوابها والتحقيق معها، وهو الأمر الذي لا يمكن أن تنساه في سلسلة الاعتقال التي أرقت حياتهما وهي لم تبدأ بعد.