بطيّ السنوات على الأسرى الآباء داخل سجون الاحتلال، تزداد الفجوة بينهم وبين أبنائهم بفعل الفارق الزمني والحرمان القسري، مكتب إعلام الأسرى يسلط الضوء على قصة أحد الأسرى الآباء من مدينة نابلس، والذي حرمته سنوات اعتقاله من حق الأبوة.
الأسير إيهاب مسلم، من قرية تلفيت، قضاء نابلس، ينتظر عاماً واحداً يمضي ليلتم شمله مع ابنه أحمد، وهو الذي وفد إلى الحياة حين كان والده لا يزال داخل أقبية التحقيق، يخضع لسوء المعاملة والتعذيب، فميلاده جاء في ظروفٍ قاسية، واليوم أصبح فتىً يافعاً ينتظر والده الأسير.
زوجة الأسير إيهاب مسلم، أم أحمد قالت لمكتب إعلام الأسرى"اعتقل زوجي بتاريخ 8/4/2002، بعد مطاردة قاسية داخل البلدة القديمة في نابلس، وكنت حاملاً بابني البكر أحمد، وجاء أحمد إلى الدنيا ووالده خلف القضبان، ولم يستطع رؤيته إلا بعد ثلاثة أعوام، وكانت لحظات اللقاء بين أحمد ووالده في غاية الشوق، ولو كانت هناك كاميرا تسجل لحظات اللقاء، لحازت تلك اللحظة الحقيقية على جوائز عالمية".
تضيف أم أحمد"17 عاماً من السجن الفعلي، هي مدة الحكم على زوجي، وقد كانت كفيلة لإحداث صدمةٍ لنا حين صدرت، فالاحتلال انتقم منا جميعاً بهذا الحكم، ومضت الأيام ولم يبق إلا عام حتى يرى زوجي النور وينكسر القيد، ليعود ويملأ الفراغ الذي كان بسبب غيابه الطويل، فسنوات الأسر الطويلة لها نتائج سلبية، ومحطة الإفراج ستلغي هذا العذاب المتواصل منذ عام 2002 وحتى الآن".
أم أحمد تبرق رسالةً إلى من يهمه الأمر، عبر مكتب إعلام الأسرى فتقول"عائلات الأسرى من ذوي الأحكام العالية تتجرع السم يومياً على غياب أبنائها، فتتحمل الزوجة دائماً مسؤولية العائلة والأولاد، وهذا يؤكد أن عائلات الأسرى لها الدور الفاعل في دعم الحركة الأسيرة خلف القضبان".